إكتشف غاز الضحك القاتل الهادئ
إذا
كنت تعتقد أن "غاز الضحك" هو شيء لطيف أو يبعث على المرح أو تدور حوله
حكايات طريفة فأنت واهم، فغاز الضحك خطر حقيقي قد يؤدي إلى الموت.
ما هو غاز الضحك؟
هو "أكسيد النيتروز"، أكتشف عام 1772، على يد العالم "جوزيف بريستلي"،
ليواصل "همفري دافي" المشوار العلمي ويحاول معرفة المزيد عن الغاز الغريب
آنذاك، ويجربه على نفسه وأصدقائه عام 1790، ليكتشف آثاره المخدرة. والغاز
ينتج طبيعياً عن طريق أنواع من البكتريا التي تصيب المزروعات، كما يمكن
إنتاجه عن طريق تفاعل خاص يحدث بتدفئة برادة الحديد المبللة بحمض النتريك
لينتج عنه أكسيد النيتروز المعروف بالرمز العلمي N2O، حيث تتحد ذرتين من
النيتروجين بذرة واحدة من الأكسجين.
طبيعة الغاز وتأثيره
هو غاز بلا لون، وله رائحة واضحة توصف بأنها ذات طعم سكري، لم يفهم هذا
الوصف الخاص بالرائحة التي تشبه طعماً محدداً، إلا من جرب الغاز يوماً شعر
بأن الرائحة منعشة وسكرية بعض الشيء. بمجرد استنشاق الغاز يشعر المرء
بالخفة والمرح وقد يدخل في حالة ضحك هستيري غير منضبط، كما يشعر بتنميل في
أطرافه، والبعض الأكثر حساسية قد يعاني من الهلاوس السمعية والبصرية، ولكن
بعض الحالات التي تعرضت للغاز، على غير المعتاد، عانت من خوف شديد وقلق
وحالة من الهلع.
الغاز بين الاستخدام القانوني والإدمان
يستخدم الغاز طبياً في التخدير كغاز مساعد في بعض الأماكن، ولكن الكثير من
الدول قد توقفت عن استخدامه مؤخراً نظراً لما يسببه من اضطرابات في ضربات
القلب بشكل مفاجئ، كما يستخدم بعد خلطه بالأكسجين كمسكن للآلام في عمليات
الولادة الطبيعية، وهو مخدر موضعي ناجح في عيادات الأسنان، كما له
استخدامات صناعية أخرى في صناعة السيارات، وللأسف البعض قد يستخدم الغاز
بشكل غير قانوني كمخدر، وهنا يتحول الغاز لصورته القاتلة، فمن يستخدمونه
بغرض الانتشاء، يستخدمونه بصورة مركزة 100%، وفي هذه الحالة يتسلل الغاز
ببطء ليطرد الأكسجين من الرئتين ويحل محله مما يسبب الوفاة الفورية وعلى
وجه الشخص ابتسامة ليست حالمة بل تقلص بسبب نقص الأكسجين وموت الدماغ، كما
أن الشخص الذي يستنشق الغاز يضيع في نوبة الهلاوس والضحك ولا ينتبه لكونه
يموت ويدخل في حالة اختناق حتى يموت بالفعل.
كيف يمكنك أن تستخدم غاز الضحك بطريقة آمنة
رغم إن الغاز خطر حقيقي واستخدامه من قبل أشخاص غير محترفين غير آمن، ولكن
هناك دائماً تحذيرات، لكل من يصر على التجربة الخطرة لجعلها أكثر أماناً،
فيجب ألا تقل نسبة الأكسجين في تحضير الغاز عن 30% وأي غاز نسبة الأكسجين
به أقل من هذه النسبة فهو يدخل في مرحلة الخطر، كما أن فترة التعرض للغاز
لا تزيد عن 30 ثانية، مع أخذ أنفاس متقطعة من الغاز لاستنشاق الهواء كذلك،
بالإضافة على عدم تكرار التجربة كثيراً لما لها من أثر سيئ على المدى
الطويل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق