إذا كان المثل القائل إن السجن به
أبرياء مثل صحيح، فكيف يكون الأمر إذا كانوا قد أعدموا فعلاً، فما يحدث أن
القاضي تكون أمامه أدلة يجب عليه أن يحكم من خلالها دون مشاعر، ولعل هذا
من عيوب القوانين الوضعية، فإليكم 5 حكايات لأشخاص ماتوا إعداماً، وأغلب الظن أنهم أبرياء.
1) Ellis Wayne Felker
أعدم في عام 1996 نتيجة لاتهامه باختفاء امرأة من جورجيا
عام 1981 كانت تعمل كنادلة، وضع تحت المراقبة لمدة أسبوعين
وخلال تلك المدة تم العثور على جثة الفتاة التي تم اغتصابها
وقتلها عن طريق عدة طعنات، خرج التشخيص الأول للجثة قائلاً
إنها توفت منذ 5 أيام وتم تغييره بعد ذلك لأن هذا كان من شأنه إبعاد
"فليكر" عن التهمة نهائياً، بينما خرج تقرير التشريح المستقل مؤكداً
أن الجثة لم يمر على وفاتها أكثر من ثلاثة أيام.
في عام 1996 اكتشف محامو المتهم أدلة جديدة كفيلة بإثبات براءته
وتتمثل في اعتراف خطي من قبل متهم آخر وأدلة لحمض الـDNA
ورفضت المحكمة العليا لجورجيا إعطاء المزيد من الوقت للمحامين
لإثبات براءة موكلهم، وتم تنفيذ حكم الإعدام في 15 نوفمبر 1996،
وفي عام 2000 قرر القاضي إجراء اختبار الحمض النووي في محاولة
هي الأولى من نوعها لتبرئة متهم تم إعدامه، ورغم ذلك لم تظهر النتائج
بشكل حاسم كما كان يتوقع.
2) Leo Jones
في 23 مايو 1981 تم قتل الضابط Thomas Szafranski
بطلق ناري عند محاولته إيقاف أحد المشتبهين بهم، بعدها بدقائق
اقتحمت الشرطة شقة "جونز" وتم القبض عليه بصحبة ابن عمه
Bobby Hammonds وبعد استجوابهما زعمت الشرطة أن
"بوبي" اعترف على ابن عمه مؤكداً أنه شاهده يحمل سلاحاً نارياً
وخرج لبضعة دقائق ثم عاد بعد سماع دوي إطلاق النار في المنطقة،
العديد من الشهود أكدوا رؤية "جونز" وهو يحمل سلاحاً نارياً
قبل مقتل الشرطي بثواني قليلة، ورغم إن أحد القضاة أراد إعطائه
فرصة أخيرة لإثبات براءته إلا أن هناك 5 آخرين رفضوا ذلك ليعدم
في 24 مارس 1998 باستخدام الكرسي الكهربائي.
3) Cameron Todd Willingham
في عام 1991 حدث حريق بمنزل Cameron
Todd Willingham تسبب في وفاة بناته الثلاثة الصغار وإصابته
بجروح طفيفة، بينما لم تكن زوجته بالمنزل في وقت وقوع الحادث،
ووجهت النيابة العامة تهمة القتل العمد لـ"كاميرون" نتيجة للمعاملة
الجافة التي كان يلقاها من بناته مما دفعه لقتلهم، ورغم نفي زوجته
لهذه التهم إلا أن النيابة أكدت استخدام "كاميرون" لمواد كيميائية
داخل المنزل مما أدى لاشتعال الحريق عن قصد نظراً لعمله ككيميائي،
وجاءت شهادة الشهود متناقضة بدرجة كبيرة.
في عام 1992 عرض على "كاميرون" الاعتراف بجريمته مقابل
حصوله على عقوبة السجن مدى الحياة بدلاً من الإعدام، ولكنة
رفض ذلك مؤكداً أنه برئ من التهمة وتم تنفيذ حكم الإعدام في عام
2004 بالحقنة القاتلة وأمرت ولاية تكساس بفتح ملف القضية مرة
أخرى ويتوقع إصدار حكم جديد خلال الفترة المقبلة.
4) Joseph O’Dell
في عام 1985 تعرضت Helen Schartner للاغتصاب والقتل
وهي في طريقها للخروج من ملهى ليلي بولاية فيرجينيا، في نفس
الوقت كان O’Dell قد حصل على إطلاق سراح مشروط نتيجة
لعمليات خطف وسرقة قام بها بولاية فلوريدا، أدين O’Dell بهذه
الجريمة واختار الدفاع عن نفسه في المحاكمة التي لم تكن تستند
على أي دلائل قاطعة سوى عينات الدم وشهادة أحد الوشاة، طالب
"أوديل" بإجراء اختبار الحمض المنوي لإثبات براءته لكن هذا
الطلب تم رفضه على الرغم من حملة التأييد التي تم إطلاقها في مناطق
كثيرة لمساندته وإثبات براءته، في النهاية تم إعدام "أوديل" بالحقنة
القاتلة في عام 1997 وتم حرق آخر عينة من حمضه النووي دون إجراء
المحكمة لمزيداً من التجارب التي كانت كفيلة بإثبات براءته.
5) Lionel Herrera
في 29 سبتمبر 1981 قتل الشرطي David Rucker على
الطريق السريع بالقرب من وادي ريو غراندي، في نفس الوقت
تقريباً قام الشرطي Enrique Carrisalez بأخذ السيارة
والقيادة مسرعاً وراء المتهم وتبادل بعض الكلمات مع شخص كان
يقود بالطريق قبل أن يقوم هذا الشخص بسحب مسدسه وقتل الشرطي
والفرار مسرعاً، تم القبض على Lionel Herrera بعدها بعدة أيام
وتم توجيه تهمة القتل العمد له لكلا الشرطين، تم توجيه حكم الإعدام
لـ"هيريرا" بعدها بفترة حتى اعترف بقيامة بقتل الضابط الأول Rucker.
ووقف "هيريرا" أمام المحكمة الفيدرالية مدعياً أنه يمتلك أدلة
جديدة ستثبت براءته من تهمة قتل Carrisalez ولم تستمع المحكمة
إليه وتم إعدامه في عام 1993 باستخدام الحقنة القاتلة، وعثر بعد
ذلك على آخر كتابات "هيريرا" قبل إعدامه التي قال فيها "أنا بريء
بريء بريء، أنا رجل بريء.. هناك شيء خاطئ حدث تلك الليلة."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق