الجمعة، 4 نوفمبر 2011

اّكل الخطايا

ربما يكون هذا الإعتقاد قد إندثر منذ وقت ليس ببعيد ولكن هذا لا يمنع من إلقاء بعض الضوء عليه.




آكل الخطايا Sin-Eater هو إعتقاد ساد في الماضي لدى عدد من الثقافات واندثر فقط منذ زمن قريب، و آكل الخطايا هو شخص يقوم بدور المعالج الروحاني التقليدي حيث يمارس طقوساً تهدف إلى تطهير الذين شارفهم الموت من خطاياهم. وبحسب هذا الإعتقاد يمتص آكل الخطايا ذنوب الناس الذين يقدم لهم تلك الخدمة مقابل أجر يتفق عليه وتستهلك تلك الخطايا عادة من خلال الطعام والشراب وأيضاً يأخذ آكل الخطايا نصيبه من الوجبة خلال تلك العملية.
عادة ما يكون آكلوا الخطايا من المنبوذين حيث يعتبر عملهم هذا منحطاً ويعتقد أنه يجرهم إلى الجحيم بعد الموت نظراً إلى حملهم آثام الآخرين التي لا تغتفر. كانت كنيسة الروم الكاثوليك تقوم بنبذ آكلي الخطايا على نحو منظم خصوصاً حينما كان إنتشارهم واسعاً ليس بسبب الخطايا الإضافية التي يحملونها فقط بل أيضاً بسبب إنتهاكهم لدور الكهنة الذين من المفترض أن يكونوا المشرفين على إتمام آخر الطقوس على المحتضرين بحسب على العقيدة الكنسية ، وبحسب الإعتقاد المزعوم فإن آكل الخطايا لا ينقذ الشخص الذي على وشك الموت من عذاب الجحيم فقط بل أيضاً يمنعه من أن يهيم في الأرض بشكل شبح بعد الموت، ولهذا يقدم آكل الخطايا تلك الخدمة للأحياء أو للمحتضرين فقط بحسب بعض التقاليد بينما تمارس تلك الطقوس خلال الجنازة.

كيف تتم العملية ؟
كجزء من الطقوس الممارسة على الشخص المحتضر يقوم آكل الخطايا عادة باستهلاك قطع من الخبز كما يقد يتناول أيضاً الملح أو يشرب الماء أو المزر (نوع من شراب الجعة وهو شائع في الريف الإنجليزي)، وفي بعض الأحيان يحضر خبز خاص لتلك الغاية على شكل صورة الشخص المتوفي أو ترسم عليه الأحرف الأولى وتمرر الوجبة في بعض الأحيان أمام جسد المتوفي أو المحتضر أو توضع على صدره لترمز إلى عملية إمتصاص خطايا الشخص وخلالها قد يقوم آكل الخطايا بقراءة صلاة خاصة.

تقاليد متنوعة
لهذا الإعتقاد صلة بالجزر البريطانية لكن هناك تقاليد مشابهة في ثقافات أخرى أيضاً ربما تكون قد تطورت من أشكال أكثر تقليدية من الطقوس ، فبدلاً من تعيين منبوذ ليقوم بدور آكل خطايا في البلدة يقوم أقرب المقربين للشخص المتوفي أو المحتضر بذلك الدور على نمط ما شاع مرة في بافاريا وشبه جزيرة البلقان. أما في هولندا وبعض أجزاء إنجلترا توزع المخبوزات على الذين يحضرون الجنازة وأيضاً على حاملي النعش. عاش التقليد الأخير لبعض الوقت في نيويورك، أما اليوم فقد مات تقليد آكل الخطايا وأصبح على الأغلب جزءاً من الثقافة الشعبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق