الاثنين، 7 نوفمبر 2011

شخصيات أثارت جدلا-- المسيح الدجال




منذ مهد التاريخ عاشت شخصيات عديدة كان لها بالغ الأثر على المجتمع الذي تعيش فيه وحتى على الأجيال اللاحقة من خلال ما تقدمه من مفاهيم تنعكس على المجتمع خيراً أو شراً ، كان الخير ممثلاً برجل الإصلاح أو بما يعرف بالنبي المرسل من الله بينما كان الشر وما يزال ممثلاً بعدو الانسانية الأول "الشيطان " الذي يقود معركته متخفياً هو وجنده ضد بني الإنسان بدهاء ومكر، ستدور رحى المعركة الفصل في آخر الزمان وفقاً للأديان السماوية بين جيش الطاغوت الذي تقوده شخصية سيمتد نفوذها على العالم أجمع وجيش الحق والإيمان.

نتحدث هنا عن شخصية حذر منها الأنبياء والرسل المتعاقبون على مر العصور، شخصية يجسد من خلالها الشيطان غايته القصوى ويترافق مجيئها مع آخر الزمان حيث تعتبر من آخر علامات الساعة الكبرى وفق المنظر الإسلامي بالإضافة إلى سيناريوهات أخرى عن نهاية العالم، تدعى تلك الشخصية بـ الدجال.

وسميت بالدجال لأنها تنتحل صفة المسيح المنتظر وتخدع الناس بقواها الخارقة لتضلهم عن صراط الله المستقيم. تختلف الأديان السماوية الثلاث فيما ترويه عن ذلك " المسيح المدعي" :




1- الرواية اليهودية

تقول التوراة: " يولد لنا ولد، ونعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجبياً مسيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً ".

ومما جاء في التلمود : "حين يأتي المسيح تطرح الأرض رياسته. وللسلام لا نهاية على كرسي داوود، وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر، من الآن إلى الأبد، وغيرة رب الجنود تصنع هذا".
وقد تحدث التلمود أيضاً بالطريقة نفسها التي تحدثت بها التوراة حيث جاء: " سيأتي المسيح الحقيقي، ويحصل النصر المنتظر، ويقبل المسيح حينئذ الهدايا من كل الشعوب، ويرفض هدايا المسيحيين، وتكون الأمة اليهودية أنذاك في غاية الثروة، لأنها قد حصلت على جميع أموال العالم ، فطيراً وملابس من الصوف وقمحاً، وفي ذلك الزمن ترجع السلطة إلى اليهود، وجميع الأمم تخدم ذلك المسيح، وسوف يملك كل يهودي ألفين وثلاثمائة عبد لخدمته، ولن يأتي المسيح إلا بعد اندثار حكم الشعوب الخارجة عن دين بني إسرائيل ".
ويتحدث التلمود عن الحرب التي ستشغل في زمن غير بعيد من قدوم المسيح فقبل أن يحكم اليهود نهائياً، يجب أن تقوم الحرب على قدم وساق ويهلك ثلثا العالم، وسيأتي المسيح الحقيقي ويحقق النصر القريب لهؤلاء اليهود وبموجب التوراة يعتقدون بقدوم المسيح الذي يحكم العالم كله بعد فترة من الاضطرابات والحروب والفتن ، لأن المسيح حسب اعتقاد اليهود مهمته العالمية خلاص الشعب (اليهودي ) وحكم العالم بشريعة صهيون ، ويكون هذا المسيح من نسل داوود، ويكون خروجه قبل قيام الساعة، أي قبل الأيام الأخيرة للعالم ، وعند خروجه سيحارب أعداء إسرائيل، ويتخذ القدس عاصمة لمملكته، ويعيد بناء الهيكل على الصيغة اليهودية، ويحكم بالشريعتين المكتوبة والشفوية يعني التوراة والتلمود ".
ويمكن استخلاص ذلك من بعض ماجاء بكتب النبؤات التوراتية التي تتحدث عن قدوم المسيح (هو الدجال : حسب منظور الدين الإسلامي ) مثل كتاب أشعيا وحزقيال. ومما جاء بكتاب أشعيا: " عندما سيملك المسيا ، سيتطلع إليه قادة جميع الأمم ليكون قائدهم " - (إشعياء:2/4)
والمسيا المقصود به المسيح ومما جاء أيضاً بكتاب حزقيال: " سوف يعاد بناء المعبد {هيكل أورشليم} ويعاد تطبيق الشرائع التي أوقف العمل بها " - حزقيال:40.
ومن جانب آخر هناك ثلاث مذاهب يهودية هي المحافظة والارذوكسية والإصلاحية حيث تتفق كل من المحافظة والارثوذوكسية بفكرة قدوم المسيح الدجال بينما اليهودية الاصلاحية تنفي أن يكون هناك مسيح قادم ولكن البعض منهم يؤمنون بهذه الفكرة.




2- الرواية المسيحية


في رؤيا يوحنا - إصحاح 13 : 1- 8 يقول الكتاب :
"1 ثُمَّ وَقَفْتُ عَلَى رَمْلِ الْبَحْرِ، فَرَأَيْتُ وَحْشًا طَالِعًا مِنَ الْبَحْرِ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى قُرُونِهِ عَشَرَةُ تِيجَانٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ اسْمُ تَجْدِيفٍ ".
2 وَالْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتُهُ كَانَ شِبْهَ نَمِرٍ، وَقَوَائِمُهُ كَقَوَائِمِ دُبٍّ، وَفَمُهُ كَفَمِ أَسَدٍ. وَأَعْطَاهُ التِّنِّينُ قُدْرَتَهُ وَعَرْشَهُ وَسُلْطَانًا عَظِيمًا.
3 وَرَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْ رُؤُوسِهِ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ لِلْمَوْتِ، وَجُرْحُهُ الْمُمِيتُ قَدْ شُفِيَ. وَتَعَجَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ وَرَاءَ الْوَحْشِ
4 وَسَجَدُوا لِلتِّنِّينِ الَّذِي أَعْطَى السُّلْطَانَ لِلْوَحْشِ، وَسَجَدُوا لِلْوَحْشِ قَائِلِينَ:«مَنْ هُوَ مِثْلُ الْوَحْشِ؟ مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَارِبَهُ؟
5 وَأُعْطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا أَنْ يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا. 6 فَفَتَحَ فَمَهُ بِالتَّجْدِيفِ عَلَى اللهِ، لِيُجَدِّفَ عَلَى اسْمِهِ، وَعَلَى مَسْكَنِهِ، وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي السَّمَاءِ.
7 وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ.
8 فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ.
9 مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ.
فالسبعه رؤوس أو السبعة ملوك ترمز إلى سبع ممالك تظهر على مسرح التاريخ وعلى مر العصور وعندما جاءت الرؤيا ليوحنا في عصر الامبراطورية الرومانية كانت خمسة ممالك قد سقطت وهي : مملكة بابل والفراعنة ومملكة الكلدانيين ومملكة ماري وفارس واليونان.
أما المملكة السابعة فستقوم في آخر الأيام من عشره أقطاب ، فيستولي الوحش أو الدجال على زعامه هذا الاتحاد. لكن هذا الديكتاتور لا يحكم طويلاً ويموت موتاً غير طبيعياً ربما باغتيال لكن الشيطان سيقوم بتدبير خدعه كبيرة فيحل في جسده الميت ويقيمه من الأموات فيتعجب كل سكان الأرض من هذه الخدعة، فيراه العالم ليس كرئيس قد قام من الأموات بل المسيح المنتظر.
فالشيطان من خلال هذا الدجال الذي اقامه من الأموات سيحكم العالم مده اثنين وأربعين شهراً أي لمدة ثلاث سنوات ونصف . والشيطان سيقوم ايضاً باستخدام شخصية دينية كبيرة لمساعدة الدجال في تحقيق أهدافه، فيقوم بعجائب عظيمة لخداع الناس ويجعل الجميع يسجدون لصور الدجال وان الذين لا يسجدون له يقتلون.
ويقوم بإتباع نظام جديد للسيطرة على اقتصاد العالم، وفي نهاية فترته يأتي المسيح المخلص في مجيئه الثاني ليضع حداً له ويقيم مملكته الموعودة التي وعد بها. ولكن الإنجيل يحذرمن السجود لهذا الدجال فيقول الكتاب في رؤيا يوحنا - إصحاح 14 : 9 – 12 : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ عَلَى يَدِهِ، 10فَهُوَ أَيْضًا سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ، الْمَصْبُوبِ صِرْفًا فِي كَأْسِ غَضَبِهِ ".




3- الرواية الإسلامية
يقول رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) :

" يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم - ولا تكون حتى تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال . ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها وإنه لا يضر مسلماً وإن الله لم يبعث نبياً إلا حذر أمته الأعور الدجال، إني لأنذر كموه وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة . إنه لحق وأما إنه قريب فكل ما هو آت قريب . إنما يخرج لغضبة يغضبها و لا يخرج حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة . فإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم وإن يخرج من بعدي فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق