الأحد، 6 نوفمبر 2011

يبني قصراً بعد 12 سنة على تجميع الحجارة

( يبني قصراً بعد 12 سنة على تجميع الحجارة )

جوزيف فرديناند شيفال، بدأت قصته وهو في سن الثالثة والاربعين، في عام 1879، ومهنته ساعي بريد في المناطق الريفية، في فرنسا، ولأن عمله عبارة عن روتين يومي، يمشي خلاله وحيدا مسافة 32 كلم كل يوم، وخلال المسير الكثير من الاحلام تغزو خياله، واكثر سيره كان في مناطق معزولة، وذات يوم تعثر في صخرة صغيرة من الحجر الجيري، اعجب بشكلها، ووضعها في جيبه، وتحول هذا الموضوع الى ادمان عنده، فاصبح كل يوم يجلب في جيوبه الكثير من الحجارة، وكانت زوجته تتململ من تصليح جيوب بنطاله، فقرر تغيير وسيلة نقل الحجارة، فتطور الوضع من جيب البنطال الى عربة نقل، ساعدت وساهمت في بناء اكثر القصور غرابة في الشكل .


الارادة والتصميم، والاصرار، يحققان الكثير، فبعد ثلاثة وثلاثين سنة، وبعد جمع الحجارة لمدة 12 عاما، وهي من كل الانواع، شيد القصر المثالي، او القصر الشاذ في قصته عن كل القصور، والذي استغرق بناؤه اكثر من 9000 يوم، يجلب اليوم اكثر من مئة الف زائر يوميا الى القرية التي بقيت منسية زمنا طويلا، قرية شمال فالينس تسمى هوت ريفس، والقصر عبارة عن مزيج للكثير من الاشكال والانماط المختلفة من اثار يوليوس قيصر وصولا لشكل المسجد العربي.


ومع مرور الوقت، وبعد اكتمال البناء الطويل، بدأ يلفت الانتباه الدولي، وجذب الكثير من الفنانين الذين يستلهمون منه، واصبح يحتل مساحات من الوقت في وسائل الاعلام، والجرائد، لدرجة انه اصبح شعارا على طابع بريدي. وقد رفضت الحكومة طلبه ان يدفن داخل المبنى هو وزوجته، فبدأ العمل على بناء هيكل صغير يعتبر بمثابة مدفن لعائلته، واستغرق العمل عليه ثماني سنوات، وبعد الانتهاء من البناء بعامين فقط وبعد كتابة سيرته، دفن وزوجته داخل المعبد الصغير.


رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة، والتصميم يكون فيها سيد الموقف، والعبرة من القصة هو الاضاءة على ما يمكن انجازه من الارادة الصادقة.























__________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق