الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

(المرآآة )



تعتبر المرآة من مستلزمات الحياة اليومية فمن منا لا يدفعه فضوله لرؤية نفسه في المرآة لتصحيح مظهره أو هندامه الذي هو بدوره إنعكاس شكلي لصورة ذاته أمام الناس وذلك قبل بدء يوم عمل/دراسة جديد أو حضور حفل أو زيارة أو إجتماع ، فرغبة النظر في المرآة لا تقاوم عند معظم الناس وخاصة لدى المرأة حيث تكون بمثابة صديقة لها، ولكن قد تصل تلك الرغبة في بعض الأحيان إلى درجة من الهوس كنتيجة للتعلق الزائد بصورة الذات أو القلق المستمر على كل ما قد يؤذي تلك الصورة من نقائص أو عيوب خلقية أو تزيينية، وقد يصل الامر في بعض الحالات إلى الإصابة بـ الهلوسة أو الخبل .




نبذة تاريخية

المرآة المائية أو صفحة الماء كانت أقدم مرآة عرفها الإنسان في التاريخ وسبق أن عرفتها الحيوانات من قبل ، ففي حين تدرك فقط الحيوانات التي لديها دماغ كبير وحس إجتماعي كالفيل وقرد الشبمانزي والدولفين بأن إنعكاس صورتها على سطح النهر أو البحيرة ليست سوى إنعكاس لصورتها الذاتية تجد الحيوانات الأخرى كالقطط مثلاً صعوبة في إدراك ذلك إذ تعتبر الشكل المنعكس حيواناً آخر في الجانب الآخر خلف سطح المرآة فتتفاعل معه إما بعدائية أوفضول.







-
تعتبر المرايا التي ظهرت كأدوات من صنع البشر حديثة العهد إذ بدأ استخدامها كمرايا نحاسية في مصر الفرعونية منذ عهود السلالات الاولى، وكان لها أشكال وتصميمات مختلفة ومنها المرآة ذات المقبض الذي يصنع من عدة مواد كالبرونز أو العاج او الخشب وكانت تحفظ في علب بغرض حمايتها، وقد عثر على عدة مرايا بقرص نحاسي مصقول يعود إلى زمن السلالة الـ 12، أما المرآة الزجاجية فقد ظهرت لأول مرة في القرن الـ 16 في مدينة فينيسيا (البندقية) الإيطالية , وكانت آنذاك أعجوبة سحرية افتتن بها سائر الناس وانتشرت بينهم حتى أنها أصبحت موضوعاً استوحى منه الفنانون أعمالهم.





أساطير قديمة

في اليونان القديمة كانت تروى أسطورة عن شاب اسمه نرسيس Narcissus ، كان معجباً ومنذهلاً بوسامته وشكله، فكان يتطلع كل يوم في ماء البحيرة الى أن سقط مرة في الماء فتحول الى زهرة النرجس الجميلة ومنها نشأ مصطلح "النرجسية" المعروف والذي يتصل بالغرور وحب الذات المفرط، وكان البدائيين أمثال قبائل الزولو وقدماء المصريين والأغريق واليونان ، لا يميزون بين ظل الإنسان (خياله) و روحه، لذلك يتجنبون النظر الى صورهم المنعكسة على صفحة الماء كي لا تلتهمها التماسيح أو الجنيات فتسلب أرواحهم , وربما يكون هذا هو الأصل البعيد لأسطورة نرجس ذلك الفتى الذي هلك من طول تأمل صورته الجميلة في الماء و ساد الاعتقاد في المجتمعات البدائية ان الانعكاس يعني الروح، وتعريض شخص لانعكاس المرآة او أي سطح عاكس يجعله مهددا بالخطر
والموت .








- كما نجد في الخيال الأسطوري قدرات مزعومة للمرآة منها القدرة على تحويل وتشكيل صور الكائنات، خاصة الكائن الإنساني، وقد يصل إلى حد التشوه والمسخ أحياناً أو حتى الى حد الموت والهلاك أحياناً أخرى، على نحو ما نراه في مرايا السحر الأسطورية العديدة، كمرآة نرجس، ومرآة ديونيسوس، ومرآة ميدوسا (الميدوسا : كائن أسطوري خرافي من فئة الغورغونات وهي تمسخ من ينظر اليها حجراً ) ، لكن بريسيوس تمكن بمساعدة أثينا من استخدام درع (ترس) لامع مصقول للتعرف إلى مكانها المختبئة فيه من دون النظر اليها مباشرة وبالتالي استطاع جز رأسها وهو ينظر الى صورتها منعكسة في الترس .


أسطورة ماري الدموية





احترس .. فقط حاول أن تحسب خطواتك جيداً قبل أن تخطوها .. فأنت على وشك القيام بأمر لم تعتد عليه من قبل .. والأخطر من ذلك أنك لا تدري ما هي عواقبه الحقيقية ..

هل تعتقد بالفعل أن الأمر لا يعدو بعض الهراء الذي تمتليء به قصص الرعب العقيمة ولن يحدث أي شيء ؟!.. ربما كان هذا هو الاختيار الأبسط .. فبعد كل شيء من يعرف ماذا سيحدث إذا كانت الأسطورة صحيحة ..
هل هي شمعة واحدة على الجانب الأيسر ؟!.. أم شمعتان على كل جانب من المرآة ؟!.. لا أعتقد أن ذلك يهم كثيراً .. أليس كذلك ؟!..
لماذا ترتجف أقدامك وتصطك أسنانك بهذا الشكل ؟!.. يجب أن تتمالك نفسك حتى تتمكن من القيام بذلك بشكل صحيح ..
هيا .. خذ نفساً عميقاً وهديء من روعك وتوجه إلى مكان به مرآة ويمكنك التحكم في إضائته .. كل من سبقك وجد أن مرآة الحمام هي الاختيار الأمثل .. لماذا إذن تكون أنت من يشذ عن القاعدة ويبحث عن مرآة أخرى ؟!.. هيا .. سأتوجه معك إلى الحمام .. لا بأس ، سأدخل معك رغم أننا سنضطر إلى إغلاق الباب .. ففي مثل هذه الظروف لا يوجد وقت للتفكير في تلك الأفكار التي تدور في ذهنك ..
نعم أعلم أنك يجب أن تكون وحدك .. لكني أعدك أنك لن تحس بوجودي على الإطلاق .. سأتظاهر بأني غير موجود .. وأرجو أن .. لا أعلم إن كنت أرجو أن تنجح أو تفشل !! .. دعنا نبدأ ولنعلم إلى أين تقودنا الأمور ..
اخرج علبة الثقاب واشعل شمعة وضعها على يسار المرآة ..
حسنا .. هذا جيد .. الآن أطفيء الأنوار كلها بحيث لا تتبقى غير إضاءة الشمعة .. إن الجو موح بأشياء كثيرة بالتأكيد لكننا سنحاول أن نركز فيما نفعله ونترك أمر تلك الأشباح والأصوات التي نسمعها من الخارج لوقت آخر ..
هل أنت جاهز ؟!.. إذن ، فلنبدأ ..
بصوت أقرب إلى الهمس ابدأ في ترديد الجملة ..
" ماري الدموية .. "
هل يجب أن نقولها بالعربية أم الإنجليزية ؟!.. إنه سؤال محير كان يجب علينا التفكير فيه قبل أن نصل إلى هذه المرحلة .. لكنى أعتقد أنك يجب أن تقولها بالإنجليزية .. بعد كل شيء فإن ماري بالتأكيد لم تكن تتحدث العربية ..
“Bloody Mary ..”
رددها بصوت خافت يتصاعد تدريجياً مثل مغنى الكريشندو الأوبرالي على المسرح ..
بعد ثلاث مرات اخطف نظرة سريعة إلى المرآة ..
هل رأيت ما رأيته ؟!.. هل كان ذلك حقيقياً ؟!.. هل تحولت المرآة بالفعل إلى اللون الأحمر ؟!..
“Bloody Mary ..”
ردد المزيد وصوتك يتعالى .. سبع مرات حتى الآن ..
لا يمكن أن يكون ما يحدث حقيقيا .. من أين جاء هذا الوجه غير واضح المعالم الذي يظهر في المرآة ؟!..
يتصاعد الصوت أكثر حتى يصبح عالياً للغاية وتردده الجدان من حولك ..
تتسارع أنفاسك وأنت تحاول أبعاد نظرك عن المرآة .. لكن لابد لك من فعل ذلك ..
لابد أن ترى ما الذي يوجد فيها بالضبط ..
عشر مرات كاملة .. الملامح تتضح .. ملامح هي أقرب إلى الوجه البشع على خلفية من الدماء الحمراء القانية التي تبدو كما لو كانت تتساقط من المرآة ..
لا مجال الآن للتراجع .. يتعالى صوتك حتى يصبح أقرب للصراخ ..
“Bloody Mary ..” .. إحدى عشرة مرة ..
“Bloody Mary ..” .. أثنتا عشرة مرة ..
“Bloody Mary ..” .. ثلاثة عشرة مرة ..
الآن تتوقف ..
بعد كل هذا الصراخ فإن هذا السكون أكثر رعباً من أي شيء يمكنك التفكير فيه ..
أنفاسك بطيئة وعميقة وعيناك مركزتان على الأسفل وأنت تحاول استجماع شتات نفسك..
هذه هي اللحظة المرتقبة ..
ترفع عينيك ببطء لتنظر إلى المرآة ..
لكن .. لكن هذا لا يمكن أن يحدث .. لم يكن من المفترض أن يحدث هذا .. لم يكن من المفترض أن تكون الأمور حقيقية إلى هذا الحد ..
لقد كانت مجرد لعبة ..
لا .. لا .. لا تقربى .. ابتعدى ..
ابتعدى ..
لااااااااااااااااااااا ..




التاريخ

وتقول الحكاية أنه قبل نحو مائة سنة تعرضت امرأة لحادث فظيع خدش وجهها بشكل سيئ، فنزفت حتى الموت متأثرة بجراحها ووجهها المشوه، لكنها اصبحت تظهر في شكل شبح شرير يطارد الناس في المرايا، فما ان يقف الشخص امام المرآة ويكرر اسمها ثلاث مرات حتى يرى وجهها المشوه في الظلام، فإن لم يهرب بأقصى سرعة فستحاول ماري الشريرة ان تشوه وجهه.


- والبعض يقول إن ماري الدموية هي ساحرة معروفة بتعاملها بالسحر الأسود قبل مائة عام في إنجلترا ، واستطاعت من خلال هذا السحر أن تقتل العديد من الأشخاص الأبرياء الذين وضعهم حظهم العاثر في طريقها .. حتى استطاع أهل القرية في يوم الأيام أن ينقضوا عليها ويحاصروها .. وبعد الكثير من العنف والدماء استطاع الرجال الدخول عنوة إلى منزلها ، لكنهم لم يجدوا لها أي أثر .. لكنهم بالتأكيد لم يرتضوا أن يعودا بخفي حنين.. حيث وجدوا ابنها الصغير فأخذوه معهم و ..............
وأحرقوه !!..
فعلوا به ما لم يستطيعوا فعله بأمه الساحرة .. وقال بعضهم أن النيران حينما امتدت إلى الطفل وتعالت صرخاته ، سمعوا صوت صرخة عالية آتية من كل مكان حولهم ، وبدأ كأن السماء قد تحول لونها إلى لون الدم ..
لذلك فإن بعض الروايات التي تتناول هذه الأسطورة تقول إن ماري الدموية تظهر عندما تردد كلمات " ماري الدموية ... لقد قتلت ولدك .. "
“Bloody Mary .. I Killed Your Baby” ..
لكن تلك ليست الرواية الوحيدة ..








والبعض الاخر يقول أن "ماري الدموية" أو Bloody Mary " هى ماري الأولى ابنة الملك هنري الثامن، وهي ملكة إنجلترا الرهيبة (1516 إلى عام 1558) التي عرفت بالقسوة واشتهر عصرها بالمذابح الدينية، حيث كان هدفها إعادة انجلترا إلى المذهب الكاثوليكي، لم تستطع ماري الإنجاب فقد أجهضت عدة مرات و يبدو أن هذا كان يساعد في اشتعال طبعها الشيطاني. وجاءت وفاتها كمفاجأة سارة للشعب الإنجليزي، لكن الأطفال خلدوها بعبارة (مارى الدموية) و كانت اللعبة الشهيرة تقضي بأن يقف الطفل أمام مرآة فى الظلام و ينادى اسمها ثلاث مرات ،أحيانًا كانوا يزيدون اللعبة إثارة بأن يقول : "يا مارى الدموية، أنا قتلت أطفالك !"، طبعًا تحمل هذه العبارة الكثير من الاستفزاز للمرأة التى لم تستطع أن تحتفظ بحمل واحد ومن المفترض حسب الأسطورة أن يراها الطفل واقفة وراءه في المرآة !

أيا كانت الرواية الصحيحة .. وأيا كانت ماري المقصودة .. فإن النتيجة واحدة في النهاية .. الرعب القادم من المرآة ..



حوادث حقيقية

البعض يقرأ وهو يحاول أن يتغلب على مخاوفه .. والبعض الآخر يقرأ وهو ينظر إلى المرآة في جانب الغرفة بطرف عينه وهو يحاول التماسك .. والبعض يحاول الانتهاء من القراءة بأقصى سرعة حتى يتمكن من تجربة ما يقرأه .. والبعض لا يكاد يستطيع إيقاف نفسه من الضحك من كل ما يقال ..

فالغريب أن بعض الحالات لظهور " ماري الدموية " قد تم تسجيلها بالفعل في الكثير من الكتب ، مع عدد كبير من الأشخاص ، وبتفاصيل متقاربة إلى حد كبير فيما بينها ..
فهناك دائماً المرآة .. الشموع .. الظلام .. ترديد الاسم لعدد من المرات قد يكون ثلاثاً أو خمساً حتى يصل إلى 13 مرة ..
أما النتائج فهي تختلف من مرة إلى أخرى ..
وقبل أن نستعرض بعضاً من هذه الحالات يجب أن نذكر بعض الأشياء ..
أولاً كما أكدت حالات كثيرة ظهور ماري الدموية ، فإن حالات أكثر بكثير قالت إنها فعلت كل شيء لكنها لم تظهر .. هذه النقطة فسرها بعض الأشخاص المهتمين بعلوم ما وراء الطبيعة بأن الشخص الذي يقوم بهذه التجربة يجب أن يكون في ظروف نفسية وعقلية وجسدية خاصة تهيئه لما سيحدث .. وقال البعض الآخر إن الشخص الذي يقوم بالتجربة يجب أن يكون فتاة لسبب غير معلوم - وهو ما سنتأكد من صحته حين نعرف أن كل ظهور لماري الدموية كان مع الفتيات المراهقات - بل إن البعض ذهب إلى ضرورة أن تملك بقايا دماء أحد الأشخاص الذين قتلوا ماري أو ابنها تجرى في عروقك لكي تظهر لك ..
كل هذا جميل ، ولكن ربما كانت الأمور أبسط من ذلك بكثير ..
ربما كانت تظهر عندما تريد أن تظهر ..
لا أحد يعرف على وجه اليقين ..
لكن دعنا من الافتراضات وتعال نتكلم عن الحقائق ..
سالي ماكفيلد Saly Mcfeild كانت تجلس مع زميلتها ماري ستييل Mary Steel في الغرفة حين تندرت على اسم ماري وكيف أنه يماثل اسم " ماري الدموية " .. وأخذت كل منهما تذكر الوسائل التي سمعت بها لاستحضارها .. بعد ساعتين خرجت سالي لشراء بعض الأشياء ، وحين عادت وجدت الأنوار مطفأة ، وضوء خافت يظهر من أسفل باب الحمام .. وحين اقتربت منه سمعت صوت صديقتها وهي تردد اسم " ماري الدموية " وصوتها يتصاعد رويداً رويداً .. حاولت سالي فتح الباب لكنه كان موصداً من الداخل .. تعالى صوت ماري وبعد لحظات سمعت سالي صراخ ماري الهستيرى ، وكذلك جلبه شديدة في الداخل .. وخلال لحظات كانت ماري تفتح الباب وتندفع إلى الخارج بأقصى سرعة وهي في حالة هياج عصبي ..
نعم .. أعرف ما تفكرون به .. إنها الحالة النفسية التي وضعت الفتاة نفسها فيها .. وهي التي أوحت لها بأي شيء مرعب رأته وجعلها تصاب بتلك الهستيريا ..
لكنى لا أرى أياً منكم وهو يفسر لى أمر تلك الدماء التي كانت تغطي وجه ويدي ماري.. لقد ذهلت سالي في البداية عندما رأت تلك الدماء .. لكنها أدركت أنها دماء صديقتها التي كان وجهها به العديد من الجروح إحدها غائر في الخد .. لذلك فقد أخذتها مباشرة إلى المستشفي حيث تم تهدئتها وعلاج جروحها ..
لكن الغريب أن فحصاً للدماء التي كانت على وجهها أثبت أنها مجموعتين من الدماء .. إحداهما تخص ماري أما الأخرى فهي غير معروفة المصدر !!..
منذ ذلك اليوم وماري لا تتحدث عنه أو عن ما حدث فيه على الإطلاق .. كما أنها أصبحت تصابت بنوبات هياج عصبي شديدة في الظلام أو إذا نظرت إلى المرآة مباشرة لأكثر من دقيقة !! ..
دعنا من ماري ومشكلاتها النفسية ، ولننتقل معاً آلاف الأميال إلى مدينة موسكو الروسية لنتعرف معاً على نادياً Nadia ..
فتاة مراهقة تهوى الأمور المرعبة الخارقة للطبيعة .. لذلك ففي مساء أحد أيام فبراير شديدة البرودة تحدث أصدقاءها أنها ستلعب لعبة " ماري الدموية " ..
البعض حاول إثناءها ، لكن الغالبية استهواها التحدى .. وقبلوا جميعاً ..
خلال دقائق معدودة كان المسرح قد تم إعداده .. اطفئت الأنوار .. أشعلت الشموع .. قيلت كل الكلمات المخيفة التي يمكن أن تقال في مثل هذا الموقف .. ولم يبق إلا أمر واحد ..
أن تبدأ نادياً اللعبة ..
وهكذا بأرجل واثقة وقلب مرتجف دخلت نادياً وحدها إلى غرفة النوم التي تحوى تلك المرآة الكبيرة ذات النقوش الغريبة على جانبها .. أخذت نفساً عميقاً .. ثم بدأت في ترديد الاسم " ماري الدموية " ..
في الخارج سمع أصدقاؤها صوتها وهو يتعالى حتى يصل إلى ما يشبه الصراخ وكلهم ينتظرون ما ستسفر عنه الدقائق القليلة القادمة ..
لكن الصمت ساد تماماً بشكل مفاجيء !!..
انتظروا قليلاً لكى يحدث أي شيء .. لكن الأمور بقيت كما هي ..
وبعد دقائق مرت عليهم كالدهر قرروا الدخول إلى الغرفة ..
كانت المفاجأة الأولى هي الباب المغلق من الداخل .. المشكلة أنهم متأكدون من أن الباب لم يكن مغلقاً على الإطلاق .. لقد كان هذا شرطهم ليتمكنوا من الدخول في أية لحظة ..
تعاونوا على دفع الباب الثقيل حتى استطاعوا أن يفتحوه بعد عناء ، ودخلوا إلى الغرفة وهم يلهثون وينظرون حولهم .. ثم ………..
ثم لا شيء ..
بداخل الغرفة لم يجدو أي أثر لناديا على الإطلاق .. فتشوا كل الأماكن التي يمكن لنادياً أن تختبئ فيها دون جدوى .. أبلغوا الشرطة بما حدث فجاءت وفتشت المكان بالكامل ولم يجدوا لها أي أثر .. وخلال الأيام التالية لم يعثروا لنادياً على أي أثر في جميع أنحاء موسكو ..
هل تكفي هذه القصة ؟!..
ربما مازالت هناك قصة أخرى ..
إنها قصة إليزابيث هيرلى Elizabith Herly ..
ففي بريطانيا - البلد الأم لماري - تكررت البداية المأساوية ..
الضحك .. المعلومات المتداخلة .. الشجاعة الزائفة .. السخرية .. التحدي .. القبول .. إعداد المسرح .. الظلام .. المرايا .. الشموع .. الخوف .. التوتر .. الرغبة الدفينة في العودة .. ترديد الاسم .. الصوت المتعالي .. الصراخ ..
ثم لا شيء !!..
لكن هذه المرة فالأمر يختلف ..
لقد انتظر الأصدقاء قليلاً لكنهم لم يسمعوا أي أصوات من الداخل .. لذلك فقد نادوا إليزابيث .. وجاء صوتها بعد لحظة من الصمت بدت كدهر وهي تطمئنهم بأن كل شيء على ما يرام وأنها ستخرج لهم بعد قليل ..
وبالفعل .. وبعد أقل من خمس دقائق خرجت إليزابيث ..
كان وجهها شاحبًا إلى حد كبير .. لكن صوتها بدا هادئاً واثقاً .. وإن كانت عيناها تدوران في محجريهما طوال الوقت كما لو أنها تبحث عن شيء مختف ..
قالت لهم أنها لم تستحضر أي شيء وأن المرآة ظلت كما هي ، ولم يحدث أي شيء على الإطلاق .. وخلال لحظات كانت قد استأذنت لكى تذهب إلى منزلها .. لأنها " تشعر ببعض الإرهاق " ..
لكن الأيام التالية أثبتت أن الكثير من الأشياء قد حدثت ..
خلال الأسابيع التالية كانت إليزابيث تنهض من نومها مذعورة وهي تردد اسم ماري والدموع تتساقط من عينيها .. وحين يسألها والداها تنظر إليهم بحزن وتخبرهم أنه مجرد كابوس بسيط ..
لكن الأمر لم يكن بسيطا ..
لقد ظلت تلك الكوابيس تطارد إليزابيث في نومها وصحوها طوال الوقت حتى ساءت حالتها النفسية إلى أقصى حد .. وبدا كما لو أنها تخشى النوم لأنه " سيحملها إلى عالم الموت والدماء " كما كانت تقول لصديقاتها ، وبعد فترة بدأت إليزابيث في إيذاء نفسها بخدوش وجروح ولا تذكر فيما بعد أنها من فعل ذلك بنفسها ..
وفي يوم عاد والداها من الخارج ليجدا أن إليزابيث قد حطمت كل المرايا الموجودة في المنزل ثم انتحرت بقطع شرايينها .. وقد تركت لهم رسالة تقول فيها " لم أعد أحتمل .. إنها تطاردنى في كل مكان .. كلما نظرت في المرآة أراها تنادينى إلى عالمها القاتم .. لم أعد أستطيع .. يجب أن أتخلص من هذا الكابوس الذي أعيشه .. يجب أن أتخلص من تلك الشيطانة .. "
لم يعلم أحد من قصدته إليزابيث في تلك الرسالة .. لكننا قد ندرك - أو نخمن - من كانت تقصد بالفعل ..
إن كل تلك القصص ليست دليلاً قاطعاً على وجود " ماري الدموية " .. لكنها ليست في نفس الوقت مجرد أحداث عابرة لا يجب الالتفات إليها ..
إن الدليل الوحيد الحقيقي على وجود ماري الدموية في إحدى المرايا هو التجربة ..
لكن هل تقدر على التجربة ؟!..
هل يمكنك أن تتحمل النتائج ؟!..
فكما قلت في البداية ليست المشكلة في فشل التجربة ..
المشكلة الحقيقية هي النجاح ..
فهل تجرؤ ؟!









- وهناك بعض التفاسير بأن كلمة "مارى الدموية " ما هي إلا تحريف لاسم "مريم العذراء" التي تنطق "ماري" في الغرب، وفي هذا ربط بأساطير طقوس السحر الأسود الذي يرتبط مع الأسطورة بقول بعض كلمات الكتب المقدسة بالعكس أمام المرآة وما إلى ذلك من أساليب السحر. لكن كل تلك التفسيرات ما هي إلا محاولات لربط خرافة راسخة في الوجدان الجمعي للبشر ببعض ممارسات السحر الأسود.
- وفي إحصائية بريطانية عن الخرافات الأكثر تأثيراً في حياة الناس تبين أن وجه ماري المشوه في المرآة هو الأكثر شيوعاً بين الناس، فقد ربط بينها وبين السحرة والمشعوذين اضافة الى أن اسمها ارتبط باسم الساحرة ماري ماجدولين التي تم احراقها في القرون الوسطى.


مرايا شهيرة

يذكر التاريخ مرايا كان لها شهرة كبيرة منها:


1- مرآة بابل

اسم بابل يعني (بوابة الإله) وهي مدينة عراقية تقع على نهر الفرات وكانت عاصمة دولة البابليين حيث كانوا يحكمون أقاليم ما بين النهرين (دجلة والفرات) واستطاع سلالة البابليين الأولى في ظل حكم حمورابي (1792-1750) قبل الميلاد من الإستيلاء على معظم مقاطعات ما بين النهرين أصبحت بابل عاصمتهم التي اشتهرت بحضارتها.
- ويروى ان في بابل القديمة 7 مدن تتميز كل منها بميزة سحرية، فالمدينة الرابعة كان فيها مرآة من حديد، فإذاغاب رجل عن أهله وأرادوا ان يعرفوا عن حاله التي هو فيها أتوا بالمرآة ووضعوا أمامها اسمه ونظروا فيها فرأوه على الحالة التي هو فيها. فلقد كان اهل بابل يستخدمون المرآة السحرية لمعرفة احوال الغائبين عن أهلهم فكانوا يذكرون اسم احبائهم او اسم احد افراد العائلة فيستحضر صاحب الاسم وينظر إليه اهله في مرآة بابل العجيبة.




2- مرآة أرشميدس

طور عالم الفيزياء الإغريقي أرشميدس مرآة خاصة بشكل مقعر تعكس الضوء وتجمعه عند نقطة واحدة (البؤرة Focus ) يمكن له أن يحرق الجسم الذي يكون عندها وبالتالي أمكن استعمالها لأغراض عسكرية لحرق
سفن الأعداء المصنوعة من الخشب.







3- مرآة منارة الإسكندرية

تعد المنارة من عجاب الدنيا السبع، و في أعلى المنارة مرآة يمكن من خلالها مراقبة المراكب التي تقلع من سواحل البحر وقد كان الهدف منها رؤية العدو القادم من البحر فيستطيعون الاستعداد له وردعه و يقال ان من يجلس تحت المنارة وينظر في المرآة يمكنه ان يرى من هو بالقسطنطينية ! ، على الرغم من وجود إختلاف في الأصل حول تاريخ المنارة أو من قام ببنائها، حيث يعتقد البعض أن الذي بنى المنارة هو الاسكندر المقدوني بينما يعتقد البعض الاخر أنها ترجع إلى الملكة دلوكة التي كانت أول امرأة نودي بها ملكاً على مصر بعد هلاك فرعون وجنوده في البحر الأحمر والتي دام حكمها 20 عاماً وكان الهدف من بنائها مراقبة الأعداء ويعتقد البعض ان الملك الـ 10 من ملوك الفراعنة هو صاحب المنارة .

- لكن من الثابت تاريخياً أن منارة الإسكندرية أُنشئت في عام 280 قبل الميلاد أي في عصر بطليموس الثاني و قد بناه المعماري الأغريقي سوستراتوس ، حيث كانت بطول 120 متراً مما جعلها أعلى بناءً في عصره. ويقال أن قلعة قايتباي قد أقيمت في موقع المنارة، وعلى أنقاضها. وفي بداية عهد الدولة الاموية الإسلامية قام الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان بهدم المنارة طمعاً في الكنوز التي تحتها كما زين له أحد اتباع الروم، واختفى بعدها كل أثر للمنارة ما عدا ما نقرأه من أوصاف عجيبة لها في كتب التراث. 

 معتقدات وخرافات
عبر التاريخ ارتبطت المرآة بجملة من المعتقدات والخرافات التي تراكمت في الموروث الشعبي وهي كالتالي :

1- التكهن بالمستقبل

استخدمت الشعوب القديمة المرايا في السحر والتكهن بالمستقبل وغيرها من الأمور التي اخرجت المرآة من مهمتها العاكسة الى اطار غرائبي يختلف باختلاف المجتمعات خاصة في العصور الوسطى وحتى مطلع القرن الـ 19 في اوروبا، وكانت تعتبر المرايا السوداء بالإضافة إلى المرآة البلورية ادوات جيدة للتكهن حيث استخدمها العراف الذي لا زال يثير جدلاً حتى اليوم وهونوستراداموس (1503 - 1566 ) نفسه .






-
ويعتقد السحرة ان التحديق بالمرآة يمكن ان يكشف الهالة المحيطة بالانسان، واستبدلت المرايا بوعاء ماء صغيرة او كرات بلورية لاعتقادهم انه بامكانها كشف المستقبل وأرض الموتى.
- وعرف عن بعض الملوك والدول استعمالهم لمرايا سحرية نذكر منهم : هنري ملك فرنسا حيث كان يستعين بالمرآة السحرية في اغلب الاحيان للتكهن والملكة اليزابيث الاولى حيث كان الساحر الملكي يستخدم بيضة ومرآة سوداء من الزجاج البركاني للتكهن.
- ففي أوروبا كان فارس الاحلام او العريس المرتقب يشكل هاجساً ملازماً لمعظم النساء في اوروبا قديماً، كونه يظل مجهولاً قبل ان يصبح حقيقة فكن يحاولن معرفته بشتى الطرق ومنها التكهن بالمرايا، فقد كان يعتقد ان البنت التي تحدق في انعكاس القمر في المرآة ستعلم يوم زفافها وكانت الفتاة تقوم بطقوس خاصة لذلك المستقبل فتأكل الفتاة تفاحة حمراء وتمشط شعرها عند منتصف الليل أمام المرآة وحينها سترى زوج المستقبل في احلامها.
- وفي الهند كانت المرايا من الاساليب الشعبية للتكهن في الهند ، وتتضمن طقوسها الصوم وتعطير المرايا وقراءة التعاويذ.




2- نذر الموت

من العادات الفلكلورية العالمية رفع المرايا من غرف المرضى خشية ان تسرق ارواح الاشخاص الضعفاء، وفي الغالب تزال المرايا من البيت بعد موت أحد افراد العائلة طبقاً لخرافة تذهب الى أن من ينظر في المرآة بعد موت صاحبها سيموت قريباً. وقد ارتبطت المرايا بالشر ففي الفلولكلور الروسي اعتقد انها من صنع الشيطان والغرض منها اخذ الارواح من اجسام البشر.
- وكان الحفاظ على المرآة من الامور المهمة حيث اعتقد ان كسر المرآة يكسر الحظ لمدة سبع سنين او يحدث كارثة او موتاً، والمرآة التي تسقط من الحائط من دون تدخل احد هي نذير بالموت ، والطريقة الوحيدة لتجنب سوء الحظ هو جمع قطع المرآة المكسورة ودفنها في ضوء القمر، ظهر هذا المعتقد في القرن الـ 15 في إيطاليا حيث صنعت أول المرايا في فينيسيا من قطع الزجاج القابل للكسر والمطلي بالفضة ثم انتشر هذا المعتقد في أنحاء أوروبا.

- في بعض الثقافات القديمة عند وفاة شخص في ظروف غامضة سواء أكان ذلك بالقتل ، أو حادث مأساوي فيجب تغطية جميع المرايا في البيت ، حتى لا تبقى روح الميت معلقة في المرآة ، فتطارد أي شخص لتمتلكه من أجل حل بعض القضايا و كشف عن كيفية وفاتها او تقوم بالثار من قاتلها قبل الانتقال كما يتم استحضار أرواح الموتى عن طريق لفظ أسمائهم ثلاث مرات أمام المرآة ، وبعض الأقاويل تستبدل المرآة بسطح مائي .




3- الحسد

كان يعتقد بأن نظرة الحاسد أو العين الشريرة من الممكن ان تحطم المرآة او تشوه سطحها ومع ذلك هناك خرافات معاكسة استخدمت فيها المرايا للحماية من الشر، يعتقد ان المرايا يمكن أن تعكس العين الشريرة وانتشرت تلك المعتقدات في اوروبا خاصة، فبحلول القرن الـ 17 كان الناس يضعون مرايا صغيرة في قبعاتهم لصد الحسد.




4- إنعكاس صورة الشيطان والسحرة

في الخرافات الاخرى انه اذا نظر احدهم مدة طويلة من الليل في المرآة فإنه سيرى الشيطان لذا فمن المستحسن تغطية المرايا في غرف النوم اثناء الليل. ويقال ان الساحرات ومصاصي الدماء ليس لصورهم انعكاس في المرآة وحول علاقة الساحر بالمرآة واستخدامها في السحر ،



5- المس الشيطاني

انتشر معتقد لمعرفة فيما اذا كان الشخص ممسوس من طرف الشيطان أم لا ، حيث يطلب منه النظر الى المرآة ويحدق فيها فإذا كان لا يرى انعكاس صورته فيها فهذا نذير شؤم لأن روحه تلفها الظلمة وعليه اللجوء الى الشافي فيقوم هذا الأخير بلف صورة الممسوس بقماش ثم يغطسها في الماء المقدس و تترك بعيداً عن الناس لمدة اسبوع ثم يأخذ الصورة و يدقق فيها جيداً فاذا كانت هناك اجزاء من جسمه مخفية فهذا يعني أن اشيطان استحوذ على تلك المناطق ولفها بالظلام .



6- الأحلام

يبدو ان أثر المرايا في حياتنا يتجاوز حدود الواقع لنجد كتب تفسير الاحلام تذكر تفسيرات مختلفة لرؤية المرآة في الحلم ، فقد ذكر" ابن شاهين " في كتابه الارشادات في علم العبارات ان من ينظر في مرآة من حديد او ما شابه ذلك فإن كان متزوجاً يأتيه ولد غلام وان لم ينتظر ولداً فإنه يفارق امرأته ويخلفه غيره وإن كان عازباً فإنه يتزوج . ويذكر" ابن سيرين " ان المرآة تدل على الجاه والولاية بقدر عظمتها وصفائها فمن رأى انه اعطاها لأحد فإنه يدل على ايداع ماله.






المرآة البلورية وقراءة الطالع



كشف الطالع هي إحدى طرق العرافة (الرجم بالغيب) ككشف البخت أو رؤية أشياء غير مرئية أو محجوبة عنا من خلال التحديق إلى سطح لماع وعاكس لشيئ ما ، إذ يستمر العراف بالتحديق إلى ذلك الشيء حتى يرى ما يراه في ذهنه (تنطبع كصورة ذهنية).ويعتبر كشف الطالع فن قديم تعود مزاولته إلى أوائل المصريين القدامى وإلى حضارات العرب القديمة، استخدم ذلك الفن عبر التاريخ من قبل السحرة والمنجمين والفيزيائيين للكشف عن المستقبل والإجابة عن الأسئلة وحتى للعثور على الأغراض الضائعة أو الأناس المفقودين، وربما يكون نوستراداموس أشهر عراف عرفه التاريخ




أدوات مشاهدة الطالع

تعتبر المرآة أو الكرة البلورية (المكشاف)من أشهر الأدوات المعروفة التي استخدمت للكشف عن الطالع إلا أنها ليس الأداة الوحيدة المستخدمة لهذا الغرض. فهناك المرايا السوداء أو الحالكة السواد وماء البحيرة الراكد وأقداح الحبر أو الدم. وكان العراف نوستراداموس يستخدم وعاء الماء مصنوع من النحاس الأصفر ويرتكز على ثلاثة أرجل. واستخدمت الوسيطة الروحانية الأمريكية جاين ديكسون بلورة كريستالية بينما استخدم آخرون جماجم كريستالية وحتى مصابيح . ويعتبر بعض العرافون الجسم البلوري (الكريستالي) الأداة الأفضل من نوعها لأنهم يزعمون أن الكريستال يحتوي على ذبذبات معينة أما الآخرون فيرون أنه لا يهم نوع الأداة التي يستخدمها العراف وإنما يهم قدرات التبصير أو العرافة التي يمتلكها وأن الكرة البلورية مجرد أداة وللعراف حرية في استخدام الأداة التي تحلو له.



تجربة على الكرة البلورية

قام ستيفن واغنر والذي يكتب في شبكة About الشهيرة عن الظواهر الغامضة بإجراء تجربة حول الكرة البلورية للتحقق من طبيعة الرؤى المزعومة خلالها وليرى إن كانت ستكشف جزءاً من المستقبل القريب فاشترى كرة بلورية عادية (لا يشترط أن تملك خصائص معينة ويمكن اقتناؤها بسهولة من الأسواق)، وقبل البدء بالتجربة قام ببعض التحضيرات تشمل أولاً اختيار غرفة من المنزل يقل فيها الضجيج وبعيدة عن أي تشويش فوقع اختياره على غرفة المطبخ ، و وضع البلورة على طاولة المطبخ وشمعة بجانبها شرط أن لا توضع الشمعة مباشرة أمام البلورة أو خلفها أو في خط نظره، وإنما توضع جانباً، ثم أطفأ أنوار الغرفة أو جعلها منخفضة جداً وكان الوقت بعد منتصف الليل.تهدف تلك التحضيرات إلى خلق تركيز قوي وإبعاد أي تشويش ممكن من تأثيرات العالم الخارجي ، كما تساهم تذبذبات لهب الشمعة المتغيرة في قوة كشف الطالع كما يزعم، وللحصول على تلك التذبذبات شغل ستيفن مروحة السقف ولكن دون أن يطفئ الهواء نور الشمعة واحتاج الأمر إلى تغيير موضع الشمعة لعدة مرات إلى أن حصل على التأثير المطلوب بحيث تكون الشمعة على مسافة قريبة كافية لكي تنعكس صورتها على السطح الزجاجي للكرة البلورية. كما يشترط على الإنسان الذي يستخدم البلورة أن يعتاد عليها ويتواصل معها لتتكون علاقة قوية بينه وبينها كما في العلاقات الحميمة.ويقول ستيفن:"يبدو أن تلك الكرة البلورية تعرفني جيداً"، ويضيف:"بعض العرافين ينصحون بتطهير الكرة البلورية بالماء المالح للحصول على نتائج وبعضهم الآخر بنصح بتعريضها لدخان نبات محترق وهو الأفسنتين (شجيرة صغيرة )، كما كان العراف نوستراداموس يدهن نفسه بالماء الذي يستخدمه في قراءة الطالع وعلى من يستخدم البلورة أن يكون مرتاحاً ، ويستمر بالتحديق في نقطة محددة في البلورة لفترة 20 دقيقة على الأقل دون أن يحرك نظره، ومن ثم يأخذ نفساً ويستمر بالتحديق ، وقد احتاج الأمر مني عدداً من محاولات تنشق الهواء (أثناء ذلك كانت عيناي مرتاحتان وفاقدتان للتركيز ) قبل أن تبدأ رؤى معينة بالظهور، وخلال رؤية الصور يجب تذكرها أو يفضل تسجيلها من قبل أحد أفراد العائلة".يصف العرافون تجربتهم بالقول أنه بعد عدة دقائق من التحديق سيرون مثل غيمة فوق البلورة وما تلبث الصور تظهر خلالها.



الصور المشاهدة

يقول ستيفن:" بدأت تظهر لي أشياء كأنها قناع أو مجموعة من الأضواء المتفرقة كأنها إنعكاس لوجهي ولكنني لست متأكداً من ذلك". وبعد توقف طويل نسبياً بدأ يقول:"إنها صورة تشبه الفأرة، أو أشكال متغيرة، شيئ مشتت يشبه سطح كوكبنا، كأنني أشاهد هرماً على كوكب المريخ....، ملامح وجه يلتفت إلي...، برج عملاق، صورة فم يتحول إلى إثنان .."، وبعد فترة أخرى بدأ يقول:"إنه وجهي ، لكنه ليس إنعكاساً إنه وجهي تماماً، ...مثلث أسود ..له زوايا مدورة ..مع ضوء خفيف في الوسط ... صندوق بريد .." وبعد فترة أخرى قال:"قطار أوروبي ، إنفجار..، إنه يشبه قطار أوروبي الطراز ينفجر، ..نيران..صاروخ..تشب فيها النيران..إنه باب ..باب مصري قديم، ...تقويم ...شوكة...غيتار ...غواص..ماشية،..تلفزيون ..دريئة ..".

- وبعد إنتهاء التجربة التي دامت من 45 دقيقة إلى ساعة تقريباً، يقول ستيفن: "أنا بصراحة مندهش من حقيقة رؤيتي لتلك الأشياء، وهي تجربة مميزة "،و يتساءل :"هل رأيت المستقبل القريب؟ أم كان كل ذلك من صنع مخيلتي؟ لكنني لست متأكداً من أنني سأستطيع تفسيراً معاني الصور التي رأيتها "، يقول العرافون أن تلك الصور تأتي على الغالب رمزية كما في الأحلام ويمكن تفسيرها بنفس الطريقة التي تتبع في تفسير الأحلام، وكان يسهل على ستيفن قراءة العديد من الأشياء التي شاهدها باستثناء آخر مجموعة من الصور التي كانت عصية على الفهم بالنسبة له، ويقول:"إن وقعت حادثة إصطدام لقطار في المستقبل القريب في أوروبا (مع أملي بعدم حدوث ذلك)، سأكون مندهشاَ جداً لما حدث معي". وينهي ستيفن كلامه بنصيحة لقرائه عند محاولتهم لتكرار هذه التجربة وهي بأن لا يحملوها على مأخذ الجد كثيراً.


العراف ثابت الألوسي






لعل ثابت الألوسي من أشهر العرافين الذين يستخدمون الكرة البلورية لكشف الطالع، وهو أصدر مجلة في هذا الشأن أسماها "مجلة البلورة" وللألوسي ارتباطات عديدة مع نجوم السياسة والفن حيث ينشر في مجلته توقعاته لمستقبل الفنانيين وذيوع أو خفوت نجوميتهم.وتوقعاته المستقبلية للرؤساء والملوك العرب .





ماذا يقول علم النفس ؟

عندما نجهز غرفة بظروف مثل إضاءة منخفضة أو قريبة من الظلام ومع ضوء يتلألاً كضوء الشمعة ومرآة عاكسة فإننا نخلق (من غير أن ندري)جواً مثالياً يؤثر فينا نفسياً وقد ينقلنا إلى حالة ذهنية مختلفة عن حالة الوعي الكامل تدعى سايكومانتيوم Psychomanteum ، تقلل تلك الأجواء من قدرتنا الحسية على الإبصار أو التركيز وكذلك قدرتنا على التمييز بين الألوان مما ينتج عنه تأثير غانزفلد وهو يتجلى بحدوث عمى ظاهري .كما أن ضوء الشمعة أو اللامبادير المتغير قد يؤدي في بعض الأحيان إلى خلق حالة من الهلوسة.ومن المفترض أن يريح العمق الغير المحدد للظلام في المرآة العين ويبقيها غير مركزة على شيء وبالتالي يقل الإنتباه. سجل الدكتور ريموند مودي الذي ألف كتاباً عن تجربة اقتراب الموت والحياة بعد الموت في عام 1981 من خلال بحثه حول سايكومانتيوم حوالي 300 غرض في كتابه 1993 وهي تساعدنا على وصولنا إلى تلك الحالة ويرى أن جو الغرفة يمكن أن يكون أداة علاجية تساعد على الشفاء من حالات الإكتئاب كما تخلق فينا التبصر في الأمور.استخدمت وسائل قراءة الطالع من قبل العديد من الحضارات ومنظومات المعتقدات وهي ليست مقتصرة على تقليد محدد أو أيديولوجية معينة، ولكن كغيرها من وسائل العرافة (قراءة ورق التاروت و الفنجان و الرمل والودع) وعلوم ما وراء النفس الأخرى (الباراسايكلوجي) لم تحظ يتأييد من المجتمع العلمي كطريقة للتنبؤ بالمستقبل أو استخدامها لرؤية أحداث يستحيل إخضاعها للمراقبة المباشرة.






المرآة في الأدب والأفلام





هناك أمثلة عديدة على مرآة السحر الخرافية في مجال الأدب، فقد استخدم أوسكار وايلد مجازاً هذه المرآة السحرية في روايته " صورة دوريان جراي" ، ونرى المرآة في التراث الأوروبي من خلال القصة الخيالية سنو وايت (بياض الثلج) حيث تسأل الملكة الشريرة مرآتها فتقول :"أيتها المرآة المعلقة على الجدار ..من هي الأجمل على وجه الأرض ؟ " ، وفي رواية "خلال الزجاج المنظور " Through The Looking Glass لـ لويس كارول نجد أفضل إستخدام أدبي في موضوع ا لمرآة وكذلك في رواية "مرآة إريسيد " Mirror of Erised من سلسلة روايات هاري بوتر. كما تناولت فكرة المرآة أفلام رعب مثل
Candyman
وطبعا فيلم مارى الدموية





واخيرا الفيلم الرهيب
Mirrors





استلهم فيلم Mirrors (المرايا) من إنتاج عام 2008 فكرة أسطورة ماري الدموية والقوى الشريرة في المرايا.



قصة الفيلم

في مدينة نيوريورك تم تعيين المحقق السابق (بن كارسون) كحارس ليلي لما بقي من متجر مايفلور الذي قضت عليه النيران جزئياً منذ عدة سنوات، يصبح (بن) مدمناً على الكحول بعد أن تقاعد من عمله في الشرطة إثر تسببه بمقتل رجل إثر إطلاق النار عليه، كذلك تدمرت حياته الزوجية ويعيش الآن في شقة ابنته الصغرى (إنجي).
ومع أنه لم يشرب الكحوليات لمدة 3 أشهر يرى في تعيينه فرصة لإعادة بناء حياته ، وعندما يذهب إلى مناوبته في الليلة الأولى يجد المرايا نظيفة تماماً كأن أحداً لم يلمسها لكن زميله يوضح له بأن الحارس الليلي السابق كان مهووساً بالمرايا، وبعد بضع ليال يرى (بن) صوراً غريبة في المرايا، ولكن نظراً لعدم وجود مصداقية في ماضيه تعتقد زوجته السابقة (ايمي) أنه مصاب بـ الهلوسة نظراً للآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها. لكن عندما يتم العثور على (انجي) مقتولة بصورة وحشية في حوض الاستحمام يكتشف (بن) بأن هناك قوة شريرة في المرآة تطارده هو وعائلته.

شاهد إفتتاحية الفيلم


YouTube Video
http://www.youtube.com/watch?v=lw_fFKOJnYc&feature=player_embedded



المصادر


- كتاب قصة العادات والتقاليد - تشارلز باناتي .

- البلاد وأخبار العباد - كتب التراث العربي ( القزويني والمقريزي) .

- د/ سعيد توفيق (استاذ الفلسفة وعلم الجمال بجامعتي القاهرة والسلطان قابوس) .

- Wikipedia

-About Network

- جمعية الفلك في القطيف - كشف خدع الألوسي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق