الاثنين، 7 نوفمبر 2011

شخصيات أثارت جدلا-- الأميرة أنستازيا





الأميرة أنستازيا رومانوف

ولدت الأميرة أنستازيا في سنة 1901 و هي أصغر أطفال القيصر نيقولا رومانوف الذي أصيب بخيبة الأمل بعد مولد الأنثى الرابعة في سلالته ، فقد كان يتوق لولي عهده الذي سيخلفه في عرشه.





القيصر نيقولا رومانوف


في عام 1917 و عند قيلم الثورة البلشفية في روسيا القيصرية اعتقل رجال الثورة عائلة القيصر نيقولا رومانوف الحاكمة كلها ، القيصر و زوجته و أطفاله الأربعة و تم وضعهم في كوخ حقير انتظارا للمحاكمة التي كان سيجريها رجال الثورة.

و كانت أنستازيا في ذلك الوقت طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها تسع سنوات و لا تعي بطبيعة الحال ما يدور حولها. و في عام 1918 أي بعد سنة واحدة من اندلاع الثورة صدر الحكم باعدام جميع أفراد الأسرة رميا بالرصاص بما فيهم أنستازيا و تم تنفيذ هذا الحكم في أحدى المناجم.

و في كتاب نشر سنة 1992 باسم "القيصر الأخير" سردت وقائع الليلة الأخيرة لهذه الأسرة ، حيث أوقظ أفراد الأسرة في منتصف الليل و أجبرت على ارتداء ملابسها بدعوى نقلهم لمكان جديد أكثر أمنا. و ما هي دقائق حتى دخل عليهم ضابط يدعى "يوروفسكي" الذي بدأ باطلاق النار عشوائيا على أفراد الأسرة وسط دخان كثيف. و بعد أنجلاء الدخان عرف الخاطفون سر المجزهرات الملكية التي تم أخفاءها في أحشاء الوسادات و ملابس الأطفاء حتى يتم ابعادها عن اعين الطامعين.

يقول يوروفسكي في مذكراته أن المجوهرات كانت كالدرع الواقي ضد الرصاص و أنه تم اكتشاف اختفاء أنستازيا و أختها ماريا و هربهما ، الا أن ضابطا آخر أفاد بأنه تم العثور على جثة أنستازيا و لكن خلال نقل الجثث تم اكتشاف بأن بعض الأميرات ما زلن على قيد الحياة و كن يصدرن أصواتا أقرب الى الأنين.

و من ذلك الحين قامت الكثيرات بالأدعاء بأنها الأميرة أنستازيا الهاربة سليلة و وريثة روسيا القيصرية. فعلى الأقل أدعت 10 فتيات هذا الأمر. بل قد تم دفن فتاتين شقيقتين تعيشان في جبال الأورال تحت هذه المسميات. و عزز هذه الشائعات بأن الكثير من فرق البحث أنتشرت في المناطق الجبلية النائية و محطات القطار تبحث عن طفلة نبيلة هاربة. بل ان أحدى الأميرات أدعت فيما بعد أن العديد من الأطفال قد تم عرضهم عليها من قبل رجال الثورة الحمراء على أمل العثور على أنستازيا الهاربة.




بنات القيصر الأربعة

الا أن أشهر المدعيات كانت فتاة تدعى آنا أندرسون. ففي عام 1933 أقدمت فتاة مجهولة على الانتحار بالقاء نفسها في أحد الأنهار بلندن و تم انقاذها لكنها فقدت ذاكرتها. و فجأة و بلا مقدمات أستعادت بعضا من ذاكرتها لتعلن بانها الأميرة الهاربة. و ذكرت التقارير بأن تم العثور على آثار رصاصات على جانبي ذراعيها.




آنا أندرسون


الغريب في الأمر أن جدة أنستازيا الحقيقة كانت قد تمكنت من الهرب الى الولايات المتحدة و رفضت مقابلة تلك الفتاة مؤكدة بأن حفيدتها أعدمت مع بقية أفراد الأسرة و هي متأكدة من ذلك ، حتى تمكن صحفي روسي من نقل الفتاة لمقابلة جدتها المزعومة التي سرعان ما توقفيت فجأة ليصدر بيانا من أثنى عشر من أقرباء أنستازيا ينكرون فيه أي صلة قرابة مع تلك الفتاة من أجل التمتع بالارث الحصري للجدة المتوفية.

و سرعان ما نست الصحافة هذه القصة لتعود الفتاة الى بريطانيا و تدخل في معركة قضائية طويلة انتهت بحكم شهير في سنة 1970 ، حيث قررت المحكمة بعد سماع المئات من الشهود و مراجعة كمية ضخمة من الملفات و الوثائق التاريخية بأنه لم يثبت بشكل قاطع بأن "أنستازيا رومانوف" قد لقيت حتفها خلال اعدام أفراد الأسرة ، كما لم يثبت أيضا أن هذه الفتاة هي نفسها أنستازيا ، لتعود القضية الى نقطة البداية.


و لم ينته الأمر عند هذا الحد ، فبعد انهيار الأمبراطورية الشيوعية ، أعلن مجموعة من الباحثين انهم كانوا على علم - و منذ مدة طويلة - بالمكان السري الذي دفنت فيه عائلة رومانوف ، الا أنهم كانوا يخشون اثارة الموضوع مرة أخرى خوفا من عقاب الحكومة السوفيتية ، أما الآن و بعد أنهيار النظام الشيوعي فهم على أتم الاستعداد للكشف عن المكان.

و هذا ما حدث فقد تم استخراج العظام التي كانت متكدسة عشوائيا و تم عرضها على فريق متخصص روسي و كانت النتيجة الرهيبة التي أكدت بأن الأطباء الشرعيين استطاعوا تمييز عظام جميع أفراد الأسرة ما عدا أنستازيا و ماريا التين كانتا مفقودتين.

ما لم يذكره الكتاب هو ان آنا أندرسون توفيت في سنة 1984 و تم أجراء فحوصات جينية عليها في سنة 1994 و تمت مطابقتها مع عينات لأقارب الأسرة القيصرية و قد تم الأنتهاء بأنها ليست الأميرة أنستازيا بل هي أبنة أحد عمال المناجم في بولندا. الأمر المثير هو أنه لم يتم التأكد بأن العينة التي تم أختبارها هي فعلا لآنا أندرسون.

في سنة 1995 تم اجراء أختبار لمطابقة وجه و تقاسيم جمجمة آنا أندرسون مع الأميرة أنستازيا. هذه المرة كانت النتائج أيجابية. و لكن تبقى البحوث الجينية هي الأكثر دقة

قد لا نعرف حقيقة ما حصل لأنستازيا
ولن نعرف ذلك أبدا..
وستبقى أنستازيا اسما للغموض الأبدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق