الجمعة، 4 نوفمبر 2011

المومياء التي أغرقت التيتانيك




كل عناصر الاثارة موجودة في هذه القصة ..



هناك سفينة ، وهناك مومياء فرعونية ملعونة ، وهناك حادث غرق مروع ..
مازالت قصة غرق التيتانيك ليلة 14أبريل عام 1912 غير مكتملة الجوانب,
حتى وإن كان التفسير السهل هو أن القبطان المستهتر الذي اراد أن يحقق رقما قياسيا ..ومن ثم السرعة الجنونية والأصطدام بجبل الجليد ، وكل التفاصيل التي يعرفها العالم اليوم .
القصة غير الرسمية تحكي عن مومياء اميرة فرعونية كانت على ظهر السفينة ..هذه الاميرة عاشت قبل ميلاد المسيح بخمسة عشر قرنا ودفنت في الأقصر على ضفة النيل ...



ظلت راقدةهناك حتى جاء السيد البريطاني ليشتريها عام 1890، وسرعان ما وجدالتابوت طريقه الى بريطانيا مسببا عددا من الكوارث في رحلته تلك ، وقد وجد المشتري أن المومياء جلبت عليه الوبال ، لذا باعها الى المتحف البريطاني ،هنا يبدأ فصل من رواية (جوهرة النجوم السبعة ) لأديب الرعب العالمي "برام ستوكر "، الفارق الوحيد هو أن هذه الأحداث وقعت فعلا كما يزعمون وليست خيالا روائيا ..
بالطبع سببت المومياء طريقا لا ينتهي من الآلام والموت غير المبرر لكل من تعامل معها أو شارك في نقلها الى المتحف..



أمين المتحف كان يسمع صوت بكاء ياتي من قاع المومياوات ليلأ ..كل من يحاول مسح الغبار عن الوجه المرسوم على التابوت كان ابنه يموت بالحصبة خلا 7أيام ..


حسب القصة أوشكت المومياء على القضاء على طاقم العاملين في المتحف ..حتى المصور الذي التقط صورة للغطاء وقام بتحميضها رأى وجها مريعا ، لدرجة أنه أغلق على نفسه الغرفة وفجر رأسه بالرصاص ...



قامت العرافة الشهيرة (هيلينا بلافاتسكي ) بزيارة المومياء ، وكان رأيها أن قوى شريرة تسكن المومياء ..قوى لا يمكن طردها لأن الشر يظل شرا للابد ..
فقط يمكن التخلص من المومياء ..هذا هو الحل الوحيد .....



في ابريل عام 1912 تحمس رجل اعمال امريكي عنيد لشراء المومياء ، ورتب عملية نقلها الى نيويورك على ظهر التيتانيك ..وهكذا شهدت ليلة الرابع عشر من ابريل النهايه المروعة التي يعرفها التي يعرفها الجميع ، عندما غرقت التيتانيك وعلى متنها تابوت الاميرة ومعه 1500 مسافر ..
هذه هي القصة التي يعرفها ويصدقها الكثيرون ..وقرأها الناس في اكثر من مصدر ,وتثير اهتمام كل من يكتب في مجال الغرائب وألغاز الطبيعة .. .ولكن !
هل القصة حقيقية ؟



يقول الغير مصدقين لهذه القصة بأنها مستحيلة ..القصة تزعم أن العرافة (هيلينا بلافاتسكي ) رأت المومياء قبل بيعها مباشرة ..والحقيقة أن العرافة الشهيرة توفيت عام 1891 ، بينما التيتانيك غرقت عام 1912 ..فكيف ستكون رأتها قبل غرق السفينة بواحد وعشرون عاما .....
عام 1891 , قام (تشارلس هاس ) رئيس لجنة تقصي حقائق غرق التيتانيك بفحص سجل حمولة السفينة ، فلم يجد أي ذكر لشحن مومياء على ظهر السفينة .....




النقطة الأهم هي ان غطاء التابوت موجود حتى اليوم في المتحف البريطاني ، ورقمه bm no.22542 في القاعة الفرعونية الثانية ..
يقول من درسوا القصة أنها ولدت على يدي بريطانيين هما (ويليام ستيد و دوجلاس موراي ) .. الأول كان صحفيا شهيرا يؤمن بالسحر و الروحانيات ،والثاني كان يطلق على نفسه سمعة خبير المصريات (الآثار الفرعونية )...



كتب الرجلان كثيرا عن المومياء الفرعونية الملعونة التي كانت تسبب الكوارث في كل مكان ..بعد هذا سافر (ستيد ) الى الولايات المتحدة بناء على دعوة الرئيس الامريكي ، لإلقاء محاضرات حول السلام العالمي ..طبعا لم يركب سفينة أخرى سوى (التيتانيك ) ..وطبعا كان من أوائل الذين غرقوا على ظهرها ..
غرق (ستيد ) لكن بعد ما حكى قصة المومياء الفرعونية عدة مرات على العشاء لرفاقة على ظهر السفينة ...



هكذا تذكر الناجون القصة ..وربطوا بين غرق السفينة والمومياء ..وهكذا ولدت خرافة أن المومياء كانت على ظهر السفينة الغارقة ..


تتمادى الاسطورة اكثر فتزعم ان مشتري المومياء دفع رشوة لنقلها الى السفينة
(كارباتيا ) التي أنقذت الناجين من التيتانيك , بعد هذا نقلت إلى كندا على ظهر السفينة (إمبراطورة ايرلندا )..طبعا في أثناء رحلتها اصطدمت هذه السفينة بناقلة فحم وغرقت وعلى متنها 700 مسافر .....


يقول المعلقون ان هذه الاسطورة تعكس محاولة الأنسان المستمرة لايجاد تفسير للكوارث ..فهذا يجعله أكثر اطمئنانا في عالمه الخاص ..إن التيتانيك غرقت ليس لأننا في كون مليئ بالخطر ، او لأن الطبيعة قاسية يصعب التحكم فيها ..ولكن لأنها كانت تحمل مومياء فرعونية ملعونة ..
هذا يجعل الحياة اكثر وضوحا ، ومنطقية ويطمئننا أكثر على أنفسنا في رحلتنا القادمة ...
الامر كله محاولة لجعل الكون مكانا قابلا للتنبؤ ، وبالتالي أكثر أمانا ، ..
على هذا الاساس يمكنك ان تنجو من الغرق على سفينة تعبر الأطلنطي ، فقط : اذا تأكدت من أنه لا يوجد مومياء فرعونية على ظهر هذه السفينة ...!
وهكذا تتهاوى أسطورة مسلية أخرى ..وإن كان الكثيرون لا زالو غير مقتنعين بهذا التفسير المخيب لآمالهم .........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق