الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

المعزوفة الاخيرة بين احضان الارواح


 كانت حوادث ماساوية من المؤسف ان تكون الروح القاتلة ضحية او بصيغة اخرى تقتل بدافع الانتقام منذ ان دخلت لاول مرة الى الجامعة حاملة كتبها بحرص شديد و انا غارق في عينيها البريئتين و ابتسامتها الساذجة كانت اول مرة اعجب فيها بفتاة كنت دوما لا اجد مقابل النظراليها الا صوت ضحكات جماعة المهووسين تلك ساخرين مني وهم اصدقائي جون مارك وستيف عرفت ان اسمها الزابيث لكنها لم تحدثني بل كانت تحدق الي بخجل كنت واصدقائي ذو قلوب قاسية نسعد باذاية الابرياء و السخرية من الضعفاء لم اكن افهم معنى المشاعر الا بعدما رايتها قال جون بتعجرف منذ ان جاءت تلك الساقطة تغيرت تصرفاتك ومعاملتك كيف تحبها عوض ان تجعلنا نلهو بها انسيت من نكون انسيت ان القلوب الميتة لا تموت. اجبت بحنق لا تدعها بالساقطة انها اشرف منك فابتعد عني و عنها
صاح غاضبا الم اقل لكما لقد انتزعت عقله من راسه وعلينا اعادته ورحلوا مبتعدين .لكنهم عادوا بعد لحظات و الشرر يتطاير من اعينهم . خاطبني مارك بمكرمع غباوتك في حبها سنساعدك ما رايك ان نتبعها هذه الليلة لنعرف محل سكنها ونجعل الامر يبدو صدفة علها تدعونا لشرب كاس فوافقت بعد تردد متاملا صدق ما يقولون..............

بدانا ملاحقتها بعد الدوام وصلت الى المنزل وعندما كدنا ان نقترب فوجئنا انها لن تدخل اكتفت باخراج تلك المحفظة الكبيرة وتوجهت في طريق المقبرة كان الامر مريبا نوعا ما والغموض يلفحه..كنا نظن انها ستزور احدا لكنها اكتفت بالجلوس على احد القبور و النظر الى السماء احسسنا بالملل بمرور الوقت لكن شيئا ما منعنا من الرحيل لا ادري هل كان الفضول ام القدر المشؤوم..حل الظلام و هي على حالها حتى لم يبق صوت غير صوت الغربان المحلقة حول الاضرحة زاد فضولنا حين بدات تقلب محفظتها كانها تود اخراج شيئ منها لكن الامر ازداد غموضا بعد ان لمحنا بيديها قيثارة موسيقية تلمع اوتارها بضوء القمر..لم افهم و لم ارى سوى وحشة المكان باعين رفاقي قال مارك تبدولي انها حزينة اجاب جون اما انا فيبدو لي انها متخلفة عقليا فاضفت لابد انها فقدت احد اقاربها و تقضي الليل بجانبه..فقاطعت افكاري بعزفها تلك الالحان الهادئة التي تمنعك ان تسرح في خيالك فتظل مركزا عليها.ظللت اردد في نفسي كيف ولماذا اتت الى هنا في هذا الوقت لتعزف على اجساد الموتى اجل اجساد ساكنة و جثث هامدة و ارواح هائمة..لماذا

ما تفسير تصرفاتها..احسست بحركة عند قدمي فلم احس الا و انا اركض خارج المقبرة و اصدقائي ورائي...عاد كل منا الى منزله لكني لم استطع النوم وضللت افكر حتى الصباح وحينما التقيت باصدقائي في الجامعة ادركت اني الوحيد الذي احس بالقلق فليلة البارحة زادتهم تشويقا ورغبة في مضايقتها كان صوتهم يربكها ويملؤها رعبا لكنها كانت تقابل كل سخرية منهم بهدوءها وكانها لا تكترث لما يفعلون لكن الاحوال تغيرت حين سمعتهم يصرخون لديك جمهور رائع من الموتى وتتعالى ضحكاتهم ساد الصمت بعد تلك النظرة الحادة من عينيها الجميلتين مر الوقت بسرعة مرة اخرى وعندما بدات عقارب الساعة بمغازلة بعضهما تلامسا مشيران لحلول منتصف الليل اردت ان اوي الى سريري لكني صعقت وكاد قلبي يطير من مكانه عندما رايت فوقه جثة مغطاة بثوب ابيض ملوث بالدم فركضت مرعوبا الى الحمام لاغسل وجهي وما كدت انظر في المراة حتى رايتها خلفي مباشرة وهي تنزف من عينيها و الدماء تغطي كلتا يديها و انقطع الكهرباء...............

لقد كنت في وضع لا احسد عليه..فاغمي علي من شدة الخوف واحمد الله على ذلك لاني لو لم اسقط مغشيا علي لاصبت بسكتة قلبية و بعد ان اشرقت الشمس فتحت عيني على صوت طرق الباب ونداء اصدقائي نهضت وجسمي كله يؤلمني فتحت الباب فوجدتهم امامي صرخ جون بوجهي اهذا كله نوم لقد خفنا عليك.....طبعا يجب ان تخافوا فقد قضيت ليلتي على ارضية الحمام فاجاب بحنق ماذا هل زارتك انت ايضا.لقد قصدت اخافتنا يجب ان نلقنها درسا لكن كيف استطاعت الدخول لبيوتنا.. كيف وصلت الينا....قال ستيف بل كيف سنصل اليها لا اثر لها بالجامعة تدخل مارك بعد صمت و ابتسم في استهزاء وانا في حالة من الذهول ليس هناك داع للقلق ماذا تحسب نفسها اسمعوا يا رفاق لا توجد طريقة اخرى سنحضر عرضها الليلة بالمقبرة لابد ان نجدها هناك ومن حبي الكبير لها اضفت مدافعا عنها ماذا لو كانت تعيش ظروفا صعبة وانتم جرحتموها بكلامكم الم تفكروا في الامر انسوا امرها ارجوكم لكنهم نظروا الى بعضهم بخبث فاخفوا غيظهم قائلين حسنا لنفعلها اخذت الشمس الذهبية تلفظ اخر خيوطها اللامعة سامحة للقمر باعتلاء منصة السماء ولتشاركه النجوم المبعثرة امسية الليلة على الحان الصمت و السكون...........

.دخلنا المقبرة وانا احس بالذعر كالاخرق لمحنا الزابيث تجلس على احد القبور فغمز جون لمارك وتوجها نحوها امسكها جون من شعرها فركضت لابعده عنها لكنهم امسكوني وربطوني حتى عجزت عن الحراك فصار مارك يشتمها حتى صفعته صفعة قوية فانهال عليها يضربها ويمزق ثيابها فاثار شهوة جون وهجم عليها بحيوانية وظلوا يعتدون عليها واحدا تلو الاخر و انا اصرخ بجنون وقلبي يحترق بينما هي تتعذب وتنظر الي بعينين حزينتين ثم اخرج جون الذي اصبح شرسا سكينا من جيبه واخذ يشوه وجهها و جسدها ويصرخ بي هل هذه من وقعت بحبها الا ترى انها عاهرة وانا يكاد راسي ينفجر من الصراخ وهي تصيح وتستنجد بصوت يخرج القلب من الصدر من شدة المها..ولم يتوقف حتى احس انها لم تعد تتنفس..اجل لقد ماتت اول فتاة اعشقها بين يدي صديقي المتوحش.... صاح ستيف لا لا نحن لم نقصد قتلها هيا علينا الهرب. فكوا وثاقي وجروني نحو المخرج وانا ابكي في حالة هستيرية لكننا كنا نعود من نفس المكان ظللنا نكرر المحاولة لكن دون جدوى وعندما عدت الى وعيي وادركت ما حدث اخذت اضربهم حتى جعلتهم ينزفون لكنهم اوقفوني فهم 3 وانا 1 قال مارك انس ما حصل وفكر في الورطة التي تواجهنا الان فبطريقة ما حبسنا في هذا المكان...لا استطيع نسيان الزابيث و لن انساها واقسم ان انتقم منكم اذا خرجنا من هذا المكان احياء فلن تعيشوا بعدها ثانية واحدة .جلسوا على حافات القبور ينتظرون الصباح وانا شبه مجنون انظر من حولي لم استطع حينها ان اصدق ما حدث او افكر في ما يحدث فقد تغلب الحزن على الخوف في قلبي فقد بدات اعيش حين رايتها وكنت اتنفس بالنظر لجمالها فكيف اتنفس الان هذا مستحيل لا يمكن ان تفارقني بسهولة وفجاة تسارعت نبضاتي حين عاد صوت الموسيقى من عزف القيثارة اخذوا ينظرون الي باعين حائرة فزعة فقال ستيف لنتحرك من هنا كي لا نصاب بالجنون و كلما مشينا يقترب الصوت اكثر لكن نعود لمكاننا كاننا في دائرة مغلقة لم اعد استحمل الوضع وقفت واخذت انادي باعلى صوتي الزابيييييييييييث الزابيييييييييث .....وبينما كان رفاقي يكتمون ضحكاتهم لمحت قبرا مضاءا بالشموع ركضنا اليه و قرات العبارات التالية ...لقد فتحتم بابكم الى طريق الموت للدماء اكثر من مذاق كما كان لعذابي اكثر من مذاق ساخرج من ترابي الضيق المختلط بدماءي وسابرهن لكم على ذلك مني الزابيث الملعونة...صرخ جون لن اصغي لهذا الهراء ساجد طريقة للخروج وما كاد يخطو خطوة واحدة حتى التقط قطعة من الزجاج الحاد واخذ يصرخ ساعدوني وبدا يغرزه في مناطق جسمه وياكل من لحمه حتى اصبح جسمه ابشع جثة رايتها واخيرا ادخلها في عنقه واخذ يقلبها حتى فارق الحياه وانفصل راسه عن الجثة المتقطعة لم استطع حمل نفسي من ذلك المنظر لكن لم يصعب علي استيعاب الامر بعد موت الزابيث قلوبنا كانت ترتعد خوفا ابتعدنا عن جثته ونحن مستسلمين لذلك المصير المحتم..بدا ستيف بالبكاء كطفل صغير لكن بدون براءة بل بقلب مجرم كنت انظر اليه دون شفقة فهوومارك يستحقان الموت مثلما قتلوها و جعلوا قلبي يتاجج نارا فليتذوقا كاس العذاب ويتجرعا منه ببطء اتمنى رؤيتهما يتالمان امامي ويتحسران على فعلتهما لكن لما العجلة لابد ان ياخذا الجزاء اني اكرهكما كرها يجعلني ادمر العالم لانتقم اخذت اراقب السماء وكل ما يجول بخاطري الزابيث يا ليتني اراها مرة اخرى نظر الي مارك بوجه شاحب اخرج من جيبه مصباحا صغيرا وحثني على السير وانا ابكي وانهار الف مرة في كل لحظة بدا الليل الاخرس يزيد كل شيء سوادا وبدات القبور تتوارى وراء ستارة الظلام وفجاة ظهر امامه ظل ضبابي وفي لحظة شرود اقتطعت خطواته سقط المصباح ارضا وشهق بخفوت واضعا يده على فمه المفتوح باندهاش

مع تزايد دقات قلبه وارتجاف روحه احسست بانقباض بقلبي واقشعر جسدي حين ادار مارك راسه الذي انفتح الى قسمين بعد ان ضربه بصخرة كبيرة سحقت عنقه ارتمى ستيف الى ارجوك اخرجني ارجوك لكني اكملت سيري دون اكتراث وعدت لنفس النقطة لكني لم اجد احدا معي انتفضت من مكاني في فزع ها قد هدا غضب السماء وظهر القمر مشعا و يا ليته لم يظهر لارى على نوره اصابع اصدقائي ملصقة بجدار القبور مكونة كلمة الموت اصابني الهلع وتراجعت الى الوراء محملقا احسست براسي في دوامة من الافكار ماذا عساي افعل ما الذي حصل هل احلم ام هذا الواقع المؤلم اتمنى ان تبلعني الارض ولا اظل وحيد المقبرة ما الذي ينتابني لا اتمكن من استجلاء ملامح الاشياء امامي احس بدوار شديد ما هذا اليوم المقيت...........ثم فتحت عيني على نور خافت اصابتني الدهشة و رعب لا يضاهيه رعب ما هذا وكاني تحت قبر مغلق سمعت صوت انين مؤلم تبعته وخط من الدماء يجذبني ليقودني اليها وجدتها يا الهي انها الزابيث لكن ماذا تفعل تمسك قطعة خشب وتحفر الكلمات على يدها والدم ينفر منها توقفي اقتربت منهاوهمساتها تغرقني بالدفء كادت ارواحنا الباردة تتلامس و انفاسنا المتلهفة تتضارب لكنها ابتعدت قائلة حكم علي اصدقاءك بالموت ودفعوا الثمن لكن الموت لم يجعلني ارتاح حبست روحي هنا لم ترقد بسلام لا استطيع الرحيل عن هذا العالم الظالم حاولت ان امسح عنها الدموع و الدم اللذان كونا على وجنتيها خلطة الحزن وفجاة بدا المكان بالاهتزاز و تكونت بقعة كبيرة سوداء وتحولت الى عجوز متشائمة المنظر بوجه مجعد و ملامح مخيفة ووشاح اسود وتقترب بخطوات مرتجفة و قالت لي ابتعد هذه الفتاة خلقت من الجحيم ولا بد ان تعود اليه ثم اختفت و بدا معها اختفاء الزابيث حاولت ان المسها تمنيت لو اضمها لكن لا سبيل لذلك ارتخت وسقط راسها بين ذراعي كانت تصرخ بين يدي و انا لا اعرف كيف اداويها علامات الالم تعتلي وجهها وانا لا املك سوى كلمة احبك لاواسيها بها الجروح تكاد تفتك بجسدها اشعر بتخدره جراء امتناع الدم عنها بدا الوجع يهدا كان قلبها يوشك على التوقف ثم لم اسمع دقاته افلت جثتها من يدي اختفت هي و ابتسامتها الحزينة كيف هل ساصدق عيني ام قلبي الذي ينبئني بقربها لابد ان روحها كانت تحوم حولي صعدت مخترقا التراب لاجد الشمس بين الغيوم الكئيبة بدات بالمشي روحي تتهدم حياتي دمار بدونها توقفت كالمعتوه جاثيا على ركبتي انبش المقابر طامعا في عودة ما ولى لكن لا وجود الا للاموات الذين اعتدت على رائحتهم العفنة فكل ما يدفن يسرقه الدهر فيضيع بين طيات الزمن هبت الرياح تكتسح كل شيء محرضة اياي على مواصلة جنوني تنفست بعمق وتنهدت تنهيدة الروح اصبحت مجنون المقابر اجلس في مكان رقود الموتى اذرف الدموع مبللا الاتربة .............................النهاية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق