السبت، 5 نوفمبر 2011

سيكولوجيا الرعب

سيكولوجيا الرعب








تسبب الخيال المرعب في ترويع الناس لعدة

أجيال، وما زلنا نطالب بالمزيد، فلماذا نحن

منجذبين لأن نكون خائفين؟

عندما يكون المرء كاتباً لقصص الخيال واللاخيال

فإن العلاقة بين هذين النوعين تأسر في أغلب

الأحيان، إذ تبدو القصص الخيالية عادة أكثر

إقناعاً إن كانت قائمة على حسابات واقعية

أو تكون ببساطة ممكنة الحدوث على أرض

الواقع، وهذا ليس بعيداً عن اتخاذ القصص

الخيالية البحتة التي يؤلفها كتاب موهوبين ،

ولكن بصفة عامة يمكن القول بأنه كلما كانت

قصص الخيال أقرب لواقع الحياة كلما لاقت

إهتماماً أكبر من القراء وخلفت أثراً فيهم

على المدى البعيد.

وتعتبر أفلام الرعب موطناً لبعض إمكانيات

الخيال المبالغ فيها، وفي الوقت نفسه فإن

الرعب المنفذ بدقة يلتصق بأذهاننا بدرجة

أكبر مما قد يجعلنا فعلياً نتلفت خلف ظهورنا

أو نبقي على أنوار الغرفة مضاءة طيلة فترة

نومنا، يظهر الرعب بعدة أشكال مختلفة في

وسائل الإعلام باعتباره وسيلة قوية لإبقاء

الخيال على اتصال قوي مع عواطفنا، فما هو
إذن ذلك الشيء المريع والقابع على مقربة

من منزلنا ؟







الخوف : إحساس بالرعب




الرعب ينتج عن كل شيء نخاف منه، ويمكنك

مناقشة ذلك الأمر مع مختلف الأشخاص ولكن لن

تجد معياراً متفقاً عليه حول ماهية "الخوف"

وأسبابه ، فمن المحتمل أن يكون الخوف فطرياً

أو مبرمجاً مسبقاً في سلوكنا وشخصيتنا، أو سبق

تعلمه من خلال التجربة وطبيعة الثقافة أو

مزيجاً بين هذا وذاك، وللخوف أساس فيزيولوجي

فالمخ يتفاعل بطريقة معينة عندما ينتابنا

الخوف حيث يتزايد معدل ضربات القلب والتنفس

إلى غير ذلك، كما أن له أساساً

نفسياً(سيكولوجياً) نظراً إلى تعرضنا لتجربة

ذاتية مخيفة كانت قد خلفت أثرها على طريقة

تفكيرنا وأفعالنا.

- من الواضح أن الخوف هو شعور معقد يختلف

باختلاف الأفراد، حيث أن مختلف الأشخاص قد

يخافون من أمور مختلفة، ونجد بعض الناس يدعون

أنهم لا يخافون أبداً ،وما أثبتته عدة أجيال

من قصص الخيال المرعب هو أن تجربة الخوف تعتبر

تجربة عالمية، وعلاوة على ذلك فإن الأشياء

الغير سارة تماثل تجربة الخوف، وهناك أيضاً

عوامل جذب هائلة للخوف عندما يتم تصويره

بطريقة "آمنة" مثلما يحدث في القصص الخيالية،

كما أن هناك بعض التشويق في التعبير عن

مخاوفنا دون الشعور بتهديد فعلي وهذا ما

يأسر قراء قصص الرعب على مدى عدة قرون.

- ونظراً لأختلاف الشعور بالخوف بين شخص وآخر

فإن الجميع لن يشعرون بنفس القدر من التشويق

لدى قراءة أو مشاهدة قصص الرعب، ليس

المقصود من الخوف التلاعب بالألفاظ بسبب وجود

مجموعة هائلة من القصص والحكايات المخيفة

والمرعبة، هناك العديد من الموضوعات بل وحتى

أنواع ثانوية من الأدب داخل قصص الرعب، وكل

واحدة منها يمكن أن تخيفنا، والخوض في هدفنا

المشترك الكامن يمكنه أن يشعرنا بالخوف عند

التلاعب باختلافاتنا الشخصية.








سؤال : لماذا يحب الناس أن يشعروا بالخوف ؟


يقول جوزيف فان بيرن :"كنت في أحد الأيام أتحدث

مع شقيقي في السيارة بينما كان هو ذاهب

لمشاهدة فيلم سينمائي، وكنت أخبره عن بعض

الأفلام التي أريد أن أشاهدها دون أن أجد وقتاً

لذلك، وكانت معظم تلك الأفلام هي أفلام رعب ،

فسألني عن رأيي فيها فأجبته مما قاده ليسألني

السؤال التالي:"لماذا يحب الناس أن يشعروا

بالخوف بمشاهدتهم لأفلام الرعب وقراءتهم لقصص الرعب؟"

- للإجابة على هذا السؤال دعونا ننظر أولا

للطريقة التي يحب بها الناس أن يشعروا بالخوف،

هناك فئة من الناس تحب مشاهدة أفلام الرعب

وقراءة القصص المرعبة، كما أن هناك فئة

أخرى تفضل الذهاب إلى قضاء وقتها في الملاهي

وفي الواقع هناك شريحة كبيرة من السكان تحب

الدخول في تحديات من أجل سلامتهم البدنية مثل

اختبارات التحمل والرياضات العنيفة، ويختار

بعض الأشخاص العلاقات والسلوكيات التي لديها

القدرة على إحداث دمار كبير، ولا يزال البعض

يحبون خطر الوقوع في الأزمات المالية (ويجنون

ثروة من ذلك) ويتمثل ذلك في المضاربات المالية

مثل سوق الأسهم في العصر الحديث ، وبعبارة

أخرى ، فإن الناس لديهم العديد من الطرق

التي يحبون من خلالها أن يشعروا بالخوف.

- ونحن البشر نحصل على رد الفعل الهرموني عند

الاستجابة لتهديد ما أو أزمة مما يدفعنا إلى

أن "نرغب في الشعور بالخوف"، وهذا يماثل

"القتال أو الهرب أو الكر والفر" وهي أعراض

ضمنت لجنسنا البشري البقاء في الأزمنة الغابرة

البدائية، وأثناء تعرضنا للتهديد فإن

القوة والطاقة واشتداد الحواس والحدس يفيض

لدينا، هذه الزيادة في القدرات العقلية

والجسدية ترجع إلى الزيادة الشديدة في مستوى

هرمون الأدرينالين الذي يمكن تسميته "الهرمون

البدائيالمعقد".

- ويمكنك في الأساس الحصول على هذا الشعور

أثناء الدفاع عن نفسك ضد أسد في الغابة أو

الجلوس في دور العرض السينمائي التي تعرض

فيلم رعب يحبس الأنفاس، ويبدو أنه من الصعب

إيصالنا إلى تلك الحالة كبشر، ذلك الشعور

الذي خلق منذ الإنسان الأول، وهو مرتبط

ببقائنا، وبدونه ربما واجهنا الفناء من

الوجود وانقرضنا منذ زمن بعيد. ومع مثل هذا

الشيء القهري، لا عجب أن الكثير من الناس

ترغب في الشعور بهذا الإحساس حتى في أوقات

الراحة والأمان من خلال مشاهدة فيلم رعب مدته

90 دقيقة أو إرتياد الملاهي لمدة دقيقتين ؟!

- هذا النوع من الترفيه تتيح لنا فرصة

التطور خصوصاً لحصولنا على متعة إكتشاف تجارب

جديدة لم نألفها، وبعد مغادرة قاعة عرض

السينما أو إيقاف تشغيل جهاز الفيديو نكون

قد أخذنا نصيبنا الكامل من جرعة الرعب

الذي صوره لنا مخرج الفيلم، نتذكر (ولو

لبرهة) أسلافنا الذين تغلبوا على ظروف

الطبيعة الوحشية آنذاك، ونعتبرهم أمثالنا

فيما يتعلق في رغبتهم بالشعور بالنصر المظفر

وربما الأهم من ذلك وهو الخضوع لاختبار قاس

وهو شعور قديم قدم البشرية نفسها.

- وبمجرد دخولك لمرحلة في حياتك والتي (ربما)

ستكون أكثر المراحل المملوءة بالتحدي (مرحلة

البلوغ والاستقلال)، حينئذ ربما يمكنك أن

تتواصل مع حاجتك الشخصية للبقاء والانتصار

على أكثر المرحل النفسية عمقاً تتحدى فيه

كبار السن الذين كانوا يذهبون لمشاهدة أفلام

الرعب، ولعل هذا هو السبب وراء سيطرة

المراهقين والشبان البالغين على جمهور أفلام

الرعب فربما يعدون أنفسهم (عن غير وعي)

للقيام بمهام البقاء على قيد الحياة في سن

البلوغ، وعندما لا يسمح لك الواقع إيجاد

الوقت المناسب لمشاهدة أفلام الرعب التي قد

تستمتع بها فإن ذلك يعني انك منخرط في تحديات

حياتية أخرى تلبي لك تلك الرغبة مباشرة ولكن

ذلك يبقى مجرد تخمين.







شاهد الفيديو:

لاحظ رد فعل الفتى الطبيعية لحظة مباغتته من

قبل أحد أصدقائه بينما يشاهد فيلم رعب.


YouTube Video

http://www.youtube.com/watch?v=JmbRjxKIWoE&feature=player_embedded










المصادر:

- كتاب سيكولوﭽﻴﺔ الرعب لمؤلفه جوزيف فان بيرن حول علم النفس ، 20 ديسمبر 2007 .

- Queendom
- Socyberty



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق