الفارس مقطوع الرأس .. أسطورة قديمة
ايكابود كرين .. محقق غريب الأطوار
المحقق كرين لم يصدق القصة، ظنها مجرد خرافة، لكنه ما لبث أن عدل عن رأيه حين قابل شبح الفارس الأسود بنفسه، شاهده بأم عينه وهو يقطع رأس أحد وجهاء المدينة، وقد تسبب هذا المنظر الرهيب بفقدانه لوعيه، وخلال غيبوبته طاردته كوابيس وأطياف الماضي، فتذكر طفولته وأمه التي جرى اتهامها بممارسة السحر ثم عذبت وقتلت بواسطة جهاز العذراء الحديدية.
المحقق ايكابود وحبيبته كاترينا عند شجرة الموتى
الفارس الشبح يستعيد رأسه
القصة الأصلية
المعلم ايكابود يتعرض لمطاردة عنيفة
وفي إحدى ليالي الخريف الكئيبة والباردة، بعد مغادرته لحفل ساهر في منزل أسرة فان تازيل، يتعرض المعلم كرين إلى مطاردة عنيفة من قبل فارس مقطوع الرأس، وبحسب القصة، فأن ذلك الفارس الشبح فقد رأسه بطلقة مدفع خلال إحدى معارك حرب الاستقلال الأمريكية، لذلك هو يمضي كل ليلة إلى ساحة تلك المعركة بحثا عن رأسه المفقود.
المعلم كرين يختفي من البلدة فجأة بعد تلك المطاردة المخيفة، وباختفائه يتزوج بروم بونيز من الجميلة كاترينا فان تازيل. لكن القصة لا تخبرنا شيئا عن مصير المعلم، ولا عن حقيقة وسر الفارس مقطوع الرأس، لكنها تلمح ضمنا إلى أن بروم بونيز، الذي كان يعلم جيدا مدى إيمان ايكابود كرين بالخرافات، هو الذي دبر خدعة الفارس مقطوع الرأس من أجل إخافة كرين ودفعه إلى مغادرة البلدة.
أصل الأسطورة
الدولاهن .. خرافة ايرلندية قديمة
الدولاهن يمضي دون هوادة بين الحقول والقرى والبلدات، يمسك بيده سوطا طويلا مصنوعا من عظام وفقرات الموتى، لا يوقفه شيء، فجميع الأبواب بوجهه مشرعة، وجميع الأقفال تسقط أمامه من تلقاء نفسها. لكنه مثل أغلب المخلوقات الأسطورية لديه نقطة ضعف .. ونقطة خوف الدولاهن الوحيدة هي خوفه من الذهب، فحتى قطعة صغيرة من الذهب قد تجعله يولي هاربا.
الدولاهين هو نذير الموت لدى الايرلنديين، توقفه في مكان ما يعني بأن شخصا ما سيموت في تلك البقعة، وإذا توقف ونادى بأسم شخص ما، فأن ذلك الشخص ميت لا محالة في أقرب وقت. طبعا هذا لا يعني بأن الدولاهين هو الذي يقبض أرواح الناس .. لا .. لكنه يمتلك القدرة على التنبؤ بموعد الموت ويمكنه الإحساس بدنو اجل شخص ما.
أكثر ما يغيض الدولاهن هو أن ينظر إليه الناس، ومن يجرؤ منهم على فعل ذلك يعاقب بضربة نارية من سوط الدولاهن تقتلع عينيه من محجريهما، أو قد يسكب عليه الدولاهن وعاءا من الدم، وهذه تكون دلالة على دنو أجله.
خرافة الدولاهين ما تزال شائعة بين الناس، فأحد القصاصين الأيرلنديين يتحدث عن تجربته مع الدولاهين قائلا :
"لقد رأيت الدولاهين بنفسي، توقف عند المساء على سفح تل بين براينزفورد ومونيسكالب، مباشرة بعد أن بدأت الشمس بالمغيب. كان بدون رأس، وهو يحمل رأسه المقطوع تحت يده، وسمعته ينادي أسما فوضعت يدي على أذني خشية أن ينادي أسمي. وحين نظرت إليه ثانية، كان قد اختفى. لكن بعد فترة قصيرة وقع حادث سيارة رهيب على نفس التل راح ضحيته شاب .. حتما كان هو الذي نادى الدولاهين على أسمه".
شبح الملكة مقطوعة الرأس
لوحة قديمة للملكة آن بولين
خلاصة القول هو أن هنري نجح أخيرا في الزواج من آن بولين، لكن الملكة الجديدة عجزت هي الأخرى عن إنجاب وريث ذكر للعرش، فغضب الملك وأراد التخلص منها، فلفقوا لها اتهامات بالخيانة الزوجية وممارسة زنا المحارم مع شقيقها، وجرى إعدامها في برج لندن عام 1536 ودفنت هناك. ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا دارت الكثير من القصص حول رؤية شبحها في أماكن عدة، على الأخص في برج لندن حيث أعدمت ودفنت، وأشهر هذه المشاهدات هي :
برج لندن الرهيب .. حيث اعدمت الملكة
- في عام 1864 أغمي على أحد الجنود بعد رؤيته لشبح امرأة من دون رأ س ترتدي ثوبا أبيض تتجول بالقرب من الكنيسة الملاصقة لحائط البرج، وقد شهد العديد من الجنود والضباط على أنهم شاهدوا ذات الشبح في تلك الليلة.
- في عام 1933 أخذ أحد حراس البرج يصرخ بشكل هستيري طالبا مساعدة زملائه، فهرعوا لنجدته، وقد أخبرهم بأنه كان واقفا في مكانه كالمعتاد حين مرت به امرأة من دون رأس ترتدي ملابس بيضاء، فشعر بالرعب إلى درجة أنه ألقى سلاحه وفر لا يلوي على شيء.
مشاهدة شبح الملكة لم تقتصر على برج لندن، بل شوهدت في أماكن أخرى، ويقال بأنه في كل عام، وفي نفس الليلة التي جرى إعدامها فيها، يقترب موكب من العربات السوداء من أحد القصور الملكية، العربات تجرها خيول سوداء من دون رأس، ويقودها رجال يتشحون بالسواد ومن دون رأس أيضا. الموكب المخيف يتوقف عند باب القصر ويتلاشى بعد أن تهبط منه سيدة من دون رأس ترتدي ملابس بيضاء تتقدم نحو الباب وتختفي عنده.
المصادر :
1 - Sleepy Hollow
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق