السبت، 6 أغسطس 2016

كولبنكيان: "Mr Five Percent"



وهو (كالوست سركيس كولبنكيان) ولد بإسطنبول عام (1869م) لأب أرمني يعمل بتجارة النفط، والذي أرسله بدوره ليدرس هندسة وصناعة النفط في مدينتي لندن وباكو.

عام (1896م) هاجر من اسطنبول مع عائلته للقاهرة، حيث تعرف على رجل أعمال أرمني يعمل بالنفط وهو (ألكساندر مانطاشف)، والذي عرفه بدوره على معارفه المهمين فيها.

ومن القاهرة انتقل لبريطانيا لعقد صفقات في مجال النفط هناك، أصبح بعدها مواطناً بريطانيا عام (1902م)، عام (1907م) ساعد في ترتيب اندماج (شركة رويال داتش) و (شركة شل) فحصل على أسهم فيهما لقاء ذلك الاندماج.

مما دفعه الى ان يطالب (5 %) من أسهم شركات البترول التي يساعد في انشائها فيما بعد، وهو الامر الذي أكسبه لقب (Mr Five Percent / السيد خمسة في المئة)، وذلك لكونه كان يتقاضى نسبة (5 %) من عائدات النفط، وعلى إثر دوره المهم في إتاحة حقول النفط في منطقة الشرق الأوسط للاستثمار والتطوير الغربي.

في عام (1912 م) كان (كولبنكيان) هو العقل المدبر وراء إنشاء (شركة النفط التركية) وهي مجموعة من كبرى شركات النفط الأوروبية، والتي هدفها التنقيب عن النفط وتطويره في العراق الخاضع آنذاك لسيطرة الإمبراطورية العثمانية، وهو الامر الذي اوقفته بداية الحرب العالمية الأولى (1914م).

بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عام (1918) بتفكك الامبراطورية العثمانية واحتلال بريطانيا للعراق، خاض (كولبنكيان) في عام (1925م) مفاوضات ساخنة ومطولة تعلقت بالسماح باستثمار النفط العراقي من قبل الشركات الاوربية المساهمة في (شركة النفط التركية) صاحبة الحقوق الحصرية للتنقيب عن النفط في العراق.

ان اكتشف احتياطي كبير للنفط في منطقة (بابا كركر) شمال العراق، قدم في عام (1928م) دفعة لاختتام مفاوضات شركات النفط الاوربية باتفاق مسمى "اتفاق الخط الأحمر"، والذي تم التوقيع عليه ليحدد شركات النفط التي يمكنها الاستثمار في العراق، ولدور (كولبنكيان) في المفاوضات حفظت شركات النفط الاوربية نسبة (5 %) من الأسهم له، فيما تغير في عام (1929م) اسم (شركة النفط التركية / TPC) الى اسم (شركة نفط العراق / IPC).

من جراء ذلك جمع (كولبنكيان) ثروات مالية ضخمة، فأصبح أغنى رجال العالم، وهو الامر الذي دفعه الى شراء العديد من الأعمال والقطع الفنية الشهيرة والتي وضعها في متحف خاص في منزله في مدينة باريس، حيث كانت مجموعته من الأعمال والقطع الفنية هي من أكبر المجموعات الفنية على مستوى العالم.

وفي عام (1938م) اكتسب الحصانة الدبلوماسية كوزير للعراق في العاصمة الفرنسية باريس، و في عام (1940م) لحق بالحكومة الفرنسية عندما فرت إلى مدينة فيشي اثر الاحتلال الالماني لباريس، غادر بعدها فرنسا إلى مدينة لشبونة عاصمة البرتغال عام (1942م) حيث توفي هناك في (20 /تموز - يوليو / 1955م)، و قد دفن في كنيسة القديس سركيس الأرمنية في العاصمة البريطانية لندن.

وقد أوصى بثروته ومجموعته الفنية إلى مؤسسة (كالوست كولبنكيان) وهي مؤسسة عالمية للأعمال الخيرية والتعليمية والعلمية والفنية، هذا وقد استفاد الارمن في (الشرق الاوسط) كثيرا من (كولبنكيان) فقد بنى المدارس والمكتبات والمراكز الطبية بالإضافة الى بناء وترميم الكنائس لهم، هذا ويوجد متحف للفن باسمه في مدينتي لشبونة وباريس.

ويعتبر (ملعب الشعب الدولي) و (مجمع مدينة الطب) و (المتحف العراقي) و (المسرح الوطني) و (قاعة الشعب) و (قاعة المتحف الوطني للفن الحديث) في العاصمة العراقية ببغداد هدية من مؤسسته للشعب العراقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق