الخميس، 4 أغسطس 2016

الخـــــــــاتــــــــون



وهي ((غيرترود بيل)) الباحثة والمؤرخة والمستكشفة والإثارية والسياسية والموظفة البارزة في حكومة بريطانيا العظمى.
والتي لقبها العراقيون بـ (الخاتون) وهو لقب يعني (السيدة المبجلة) في اللغة التركية، وهو يعد من أرفع القاب النساء العاليات المكانة آنذاك.
ولدت (غيرترود بيل) في مدينة (درهام) الواقعة شمال العاصمة لندن عام (1868م)، وحصلت وهي دون الـ (20) من عمرها على مرتبة الشرف الأولى في التاريخ الحديث من جامعة اوكسفورد، وفي عام (1892م) سافرت الى بلاد فارس وخلال وجودها هناك درست اللغة الفارسية وتعلمتها الى حد استطاعت معه أن تنشر عام (1897م) ترجمة لديوان الشاعر (حافظ الشيرازي).
في عام (1905م) قامت برحلتها الأولى الى الهلال الخصيب مخترقته على ظهور الخيل، وكانت خلال ذلك قد تعلمت من اللغة العربية، مما مكنها من عقد أواصر الصداقة مع عدد غير قليل من الناس في تلك المنطقة.
ومن خلال رحلتها تلك وغيرها أخذت تهتم أكثر بالآثار القديمة والتي كانت تمر بمواقعها هناك، حتى اعدت نفسها لتكون باحثة أثارية بعد ذلك، فقامت عام (1907م) بتنقيبات وحفريات أثرية في اسيا الصغرى، ثم سافرت بعدها الى بلاد الشام وبلاد الرافدين باحثة في طريقها عن آثار القصور القديمة فيهما.
في عام (1914م) تمكنت من الوصول الى حائل حيث احتجزت هناك، ولم يسمح لها بمواصلة رحلتها، فاضطرت الى العودة الى انكلترا وهناك منحتها الجمعية الجغرافية الملكية وساما ذهبيا تقديرا لرحلتها الصحراوية تلك.
خلال الحرب العالمية الاولى وفي عام (1915م) أصبحت موظفة بالمكتب العربي في القاهرة التابع لأداره المخابرات البريطانية بصفة خبيرة، وفي عام (1916م) انتقلت الى البصرة وذلك خلال الحملة البريطانية على بلاد الرافدين حيث عينت في فرع المكتب العربي هناك، وعند سقوط بغداد في عام (1917م) انضمت الى هيئة سكرتارية رئيس الحكام السياسيين السير (بيرسي كوكس)، حيث عينت بوظيفة السكرتيرة الشرقية الخاصة لدار الاعتماد البريطانية بصفة ضابط سياسي مساعد.
وتعد (غيرترود بيل) إحدى أهم الشخصيات البريطانية التي لعبت دورا كبيرا في أثناء الاحتلال البريطاني للعراق، كما ولعبت دورا بالغ الأهمية في هندسة مستقبل العراق السياسي وترتيب أوضاعه بعد الحرب العالمية الاولى، وذلك من خلال نشاطها الدؤوب في وضع حدود جغرافية للعراق، ومن ثم تشكيل أول حكومة عراقية وطنية، ومن بعدها تأسيس المملكة العراقية وتنصيب فيصل ملكا على عرشها.
ففي عام (1921م) كانت هي المرأة الوحيدة من بين أعضاء مؤتمر القاهرة، والذي تقررت فيه المصادقة على ترشيح ثالث أنجال شريف مكة وملك العرب (الحسين بن على) الأمير (فيصل) ملكا على عرش العراق.
كما كان لها الفضل الأكبر في الحفاظ على الآثار العراقية، فأنشأت المتحف العراقي للآثار، وعملت في عام (1923م) على تأسيس أدارة للآثار العراقية القديمة، والتي بقيت تعمل فيها وحتى وفاتها كمديرة فخرية لها.
في عام (1924م) أخذت صحتها بالانحدار اذ انها كانت مصابه بالملاريا منذ أن كانت في البصرة، وهو الأمر الذي دفعها الى ان تبتلع المنومات فيما بعد، فغدت عليلة أكثر فأكثر، كما وأنها كانت تعاني الكثير من صيف بغداد الأهب وهو الأمر الذي إثر على صحتها بشكل كبير.
في عام (1926م) توفيت (غيرترود بيل) وذلك بسبب تناولها جرعة زائدة من الدواء، ولا يعرف إن كانت قد قصدت الانتحار ام لا، وقد شيعت تشيعا مهيبا، ودفنت في مقبرة الأرمن الأرثوذكس في ساحة الطيران بمنطقة الباب الشرقي في جانب الرصافة على الضفة الشرقية من بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق