الاثنين، 2 يناير 2017

نيكوتين .. لعنة البشرية !



التبغ لعنة أمريكية نقلتها أسبانيا والبرتغال إلى العالم .. حيث تعتبر أمريكا الموطن الأصلي لعادة التدخين، وقد ذكر مؤرخون أن اكتشاف "التبغ" جاء مع ذهاب "كريستوفر كولمبوس" لأمريكا ، حيث كان أهلها من الهنود الحمر يستعملونه منذ أقدم العصور ولم يعرفه العالم قبلهم، وكان ذلك في جزيرة كوبا. وسرعان ما استرعى انتباه جماعة كريستوفر مشهد مجموعة من الهنود الحمر الفقراء أمام أكواخهم وهم يضعون بين أصابعهم لفافات من أوراق نبات غريب بنّية اللون ويقومون بتدخين هذه اللفافات واثار هذا العمل تعجب الرحاله الأوربيين، وقد كان أول من نقل هذا الدخان "فرانسسكو فراناندز" الأسباني الذي أرسله فليب الثاني ملك أسبانيا للبحث واكتشاف محصولات المكسيك فحمل معه إلى أسبانيا بذور الدخان وزرعه في أوروبا لأول مرة سنة 1558م، ثم أعقبه "جان نيكوت" سفير فرنسا في البرتغال فأرسل منه إلى الملكة كاثرين كدواء تستعمله لإذهاب الصداع الذي كان يلازمها بعد أن حوله لمسحوق سمي بعد أن حقق نتيجة إيجابية في شفاء صداع الملكة بعشب الملكة، حتى خلد عالم الدخان إسم "جان نيكوت" في لفظة "النيكوتين" حيث عمل عملا متواصلًا لنشر هذا الوباء والترويج له وتعريف الناس به على أنه علاج وشفاء، وعلى النقيض ظهر كتاب عام 1604م بعنوان " اللعنة على التبغ " وهو من تأليف الأمير " جيمس " الذي اصبح ملك انجلترا فيما بعد وقال فيه عن التبغ " أنها عادة كريهة تدمع العين وتهيج الأذن وتضر المخ وتؤذي الرئتين" .. !!
وكان أثرياء الأسبان يزرعونه في حدائقهم ثم تلى ذلك انتشاره انتشاراً واسعاً في فرنسا وارتفع سعره ارتفاعاً عظيماً وأخذ الناس يتفننون في استعماله فمنهم من يصنع اللفائف ومنهم الذي يصنع منه الغليون والنرجيلة وغير ذلك. وبعد 50 عاماً من نقل الاسبان للتبغ إلى سائر أوروبا انتشرت زراعته حتى وصلت إلى الدولة العثمانية وبلاد الشرق الأوسط ثم الصين واليابان وبعض بلدان القارة الافريقية. وقد صدرت قرارات عدة من قبل ملوك وسلاطين تمنع زراعته وفُرضت عقوبات شديدة على من يتاجر به أو يتعاطاه أو يزرعه، وقد أصدر السلطان العثماني مراد الرابع على سبيل المثال قانونا يحرم تعاطي التبغ ويعاقب المدخنين .. ومع مرور الزمن سقطت الدعاوي الهزيلة التي تفيد كون التبغ علاج وبدأت تظهر سلبياته إزاء التجربة وتقدم العلم .. إلا أن محتكري الصناعة حتى الآن يجنون من وراءه الملايين !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق