السبت، 5 نوفمبر 2011

كاليغولا : الرجل الذى أصبح أسمه مرادفا للساديه و الجنون

اليوم سأخذكم فى رحله عقل رجل مجنون رجل أصبح أسمه مرادفا للساديه و الجنون فاجلسو في مقاعدكم وللننطلق...









كاليغولا واسمه الحقيقي جيوس ولد في العام 12 للميلاد و هو الطفل الثالث من بين ستة أبناء للجنرال والنابغة العسكري جيرمينكوس صاحب المكانة في قلوب أهل روما وشتى أنحاء الأمبراطوريه و أمه هي النبيلة اكرابينا كلا والديه يعود نسبهما إلى إمبراطور روما الأول أوكتافيوس أغسطس وهذا كان نعمه ونقمه على كاليغولا الصغير كما سنرى لحقا ,









رافق جيوس والده عندما كان في الثالثة من عمره في إحدى حروبه في ألمانيا حيث اللبسه زي عسكري كامل حيث أطلق عليه الجنود لقب كاليغولا ومعناه بلاتينيه (حذاء الجندي الصغير ) سخريتا منهم , وعندما أتم السابعة من عمره توفي والده بعد حمله قام بها في سوريا ورجح المؤرخون انه توفي مسموما اثر مؤامرة للإمبراطور طبريوس اليد العليا فيها لأنه كان يرى في جيرمينكوس ندا ومنافسا له على الحكم , ثم انتقل للعيش مع أخوته ووالدته التي لم تأثر الصمت وتسكت على مصابها بل ضلت تتهم الإمبراطور حتى ساءت وتأزمت الأمور بينهما مما جلب الخراب لعائلتها وتم إعدام النبيلة اكرابينا




ونفي إحدى إخوته و سجن و تجويع الأخر حتى الموت ولم يكون هذا البؤس من نصيب عائلة كاليغولا بل عصف بالعائلات النبيلة الأخرى حيث قام الإمبراطور السفاح طبريوس بإبادة كل عائله رأى فيها منافسا له ومصادرة ممتلكاتهم بتهمة الخيانة , وإثر اعدم عائلته انتقل كاليغولا مع إخوته الثلاثة المتبقين إلى جزيرة كابري التي أصبحت فيما بعد مقر ا للإمبراطور طبريوس الذي فضل الابتعاد عن مؤامرات ودسائس قصور روما وذالك عام 26 للميلاد ( لقد ألقى بانفسه الى حتفه وهو لا يعلم ) ,




وما يثير الدهشة هو إبقائه على حياة كاليغولا ولم تطوله سياط الشك والساديه ولعل السبب يعود لأن كاليغولا صاحب لسان متملق ويتقن فنون التذلل وإدعاء الإخلاص , حتى قال عنه طبريوس ( ليس هناك خادم أفضل ولا سيد أسوء من كاليغولا ) .




وخلال السنين التي قضاها كاليغولا في الحجز الإجباري وطد علاقته با ماركو الذي كان رئيس الحرس الإمبراطوري ان ذاك وكان هذا تصرفا ذكيا من كاليغولا حيث كان لماركو دورا كبيرا في وصوله الى عرش روما حيث كان يمتدح إخلاص كاليغولا أمام الإمبراطور طبريوس الشكات الذي يفتك بأي شخص يوجس من ناحية خيفة أو حتى لم تعجبه نظراته , وفي عام 35 للميلاد شاء القدر ان يكون في صف كاليغولا حيث مرض الإمبراطور طبريوس ولم يكن هناك وريثا للعرش فالمتحدرون من السلالات النبيلة المؤهلون لحكم روما إما ماتوا واو قتلوا ولم يكن للإمبراطور سوى إبن واحد لكنه قتل تاركا خلفه حفيد يبلغ من العمر 12 عاما لهذا رشح كاليغولا لتولى مقاليد الحكم والتي عجل با إجرائتها حيث قتل الإمبراطور خنقا بوساده وطبعا بمساعدة صديقه ماركو وهنا نودي با كاليغولا حاكما مطلقا وسيد روما بلا منازع . وقابله أهل روما بالترحاب فهم رأوا فيه المنقذ والمخلص لهم بعد أن ذاقو مر الكأس على يد طبريوس السفاح الذي أثقل كواهلهم بالضرائب والقوانين الساديه حيث استمرت الاحتفالات بتنصيب كاليغولا 3 أشهر أقيمة خلالها المهرجانات الصاخبة والكثير من نزالات حلبه المصارعة الرومانية التي يعشقونها أكثر من أي شي أخر وتم التضحية للألهه بما يقارب 160000 حيوان (لكنهم سيبكون دما على عهد طبريوس بعد أن يجربون جنون كاليغولا) ,




لقد أجمع المؤرخين على أن السبعة أشهر الأولى لحكم كاليغولا كانت في غاية الهدوء حيث خفض العائدات الضريبية ووزع الأموال على الفقراء لكن ياترا أكان يضمر شيئا ما ؟




لقد سقط الأمبراطور المحبوب الذي لم تدوم فرحة روما به طويلا صريع الفراش وخيم الحزن على كافة ارجاء الإمبراطوريه ولم يذكر المؤرخون طبيعه المرض الذي أصاب الإمبراطور الشاب أهو عقلي أم جسدي أم نفسي ولكن ماهو أكيد أن الذي نهض من الفراش ليس كاليغولا المحبوب بل شخص جسد الشيطان بعينه حيث قام بذبح عددا من حاشية قصره المخلصين له ونفى زوجته وأجبر والدها على الانتحار كان قليل النوم تقض مضجعه الكوابيس يتنقل هاربا في أرجاء القصر ليلا ويمارس الساديه والجنون نهارا وقام بقتل جميليوس حفيد طبريوس وولي عهده وقام باغتصاب زوجة صديقه وساعده الأيمن ماركو أمام عينه ولم يكتفي بذالك بل أرغمه أن يكون قوادا عليها في إحدى بيوت الدعارة التي أقامها داخل القصر الإمبراطوري ثم قتله شر قتله ولم يكتفي بذالك بل أرغم أشراف روما ووجهائها على إرسال نسائهم وبناتهم إلى تلك البيوت للعمل فيها , وأرغمهم على تغيير وصاياهم حيث تذهب ثرواتهم بعد موتهم إلى الإمبراطور




ورغم أن اغلب المؤرخين يرون هذا التحول الذي الم به كان المرض الغامض سببه إلا أن البعض يرون ( وأنا أيضا أرجح ذالك ) أن هذه الطبيعة الوحشية والساديه كانت كامنة في داخله , فقد كان يعاني من الصرع وكثيرا من العقد النفسية التي تزامنه مع طفولة الحزينة وأنه كان شاهدا على موت أفراد أسرته الواحد تلو الأخر (ومازال الجنون مستمرا) ففي عام 38 أمر كاليغولا بجع كافة السفن الموجودة في روما




وبنى بها جسرا يربط بين مضيقي ضفة نابولي أي بطول 3 أميال تقريبا ثم عبر هذا الجسر على حصانه ولم يعرف أحدا الغاية من هذا العمل اهو تشبه بالألهه ام كما ادعى البعض برا بقسم قد قطعه على نفسه أي كان السبب فان النتيجة لهذا العمل وما ترافق معه من الحفلات الصاخبة والماجنة والتبذير الذي لا يعرف حدودا خواء خزينة الدولة من المال ومجاعة مهوله عصفت بروما ويعود سبب تلك المجاعة إلى عدم وجود سفن تنقل الحنطة من مصر إلى روما التي استخدمت في إنشاء الجسر , فأعاد الإمبراطور المجنون فرض الضرائب وكذالك فتح المحاكم التي أنشئها سلفه طبريوس للمحاكمة الخائنين والتي الغرض الأساسي منها مصادرة الأموال , وأيضا لم يقف عند هذا الحد بل امتد شره ليصل إلى حلبة المصارعة التي جسده الدموية بكل ماتعنيه هذه الكلمة حيث يرمى المصارعين أمام النمور والأسود التي تم تجويعها مسبقا فقط من أجل الرهانات والقمار وعندما لقي كافة المصارعين حتفهم في إحدى المباريات أمر با اختيار أشخاص من المتفرجين عشوائيا وأجبرهم على النزول للحلبة أمام السباع الضارية




ولم يكتفي بهذا الحد فقد بنا بيتا فخما لحصانه انكيتاتيوس وألبسه الثياب الفاخرة المرصعة بالجواهر والأحجار الكريمة




وأجبر أشراف روما على حضور حفلات صاخبة التي أقامها على شرف حصانه وكان يتناول الطعام معه على طاوله واحده وأيضا أراد أن يجعل الحصان عضو في مجلس الشيوخ الروماني لولا أن المنية وافته ( كم كنت ارغب برؤية ذالك ) ولم يتوقف عند هذا الحد فقد امتد جنونه الشيطاني هذا بل أدعى الربوبية وأقام له معبدا في روما وبني له تمثالا من الذهب الخالص وأمر الجميع أن يعبدوه وكان للجيش نصيبا أيضا حيث انطلق على رأس جيشه لكنه لم يخض حربا حقيقيه قاد حمله إلى ألمانيا وأخرى إلى انجلترا لكنه لم يعبر إليها فعندما وصل إلى قناة المانش الفاصلة بين قارة أوروبا وانجلترا أمر جنوده أن يجمعوا الأصداف من الشاطئ ثم استدار عائدا إلى روما ( تخيلوا أعظم قوة جراره في العالم القديم تجمع الأصداف من الشاطئ ! )



في عام 41 جاءت نهاية ذاك الطاغية وبعد أربع سنوات من الحكم المجنون قام الحرس الإمبراطوري ب اغتيال كاليغولا وقتل زوجته وهشموا رأس ابنته الصغيرة على الجدار وهكذا أسدل الستار على أحد أكثر أباطرة رومامجونا وسادية .




الحديث يطول عن كاليغولا ولا اخفي عنكم إنني اضطررت أن أهمش بعض مظاهر جنونه احتراما لكم أتمنى أن يلاقي طرحي هذا إستحسانكم .




المصادر : - كتاب كاليغولا-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق